قالت المغامرة المغربية بشرى بايبانو إن حب تسلق الجبال يجري في عروقها منذ أن تسلقت جبل توبقال للمرة الأولى في حياتها.
وأضافت، في تصريحات صحافية خلال لقاء نظم معها بسينما "النهضة" بالبيضاء، يوم السبت 21 يناير، أن كتابها "طريقي نحو قمم العالم السبع" يعد سيرة ذاتية يوثق رحلتها إلى القمم السبعة بأبرز تفاصيلها، مضيفة أنها خصصت جزءا من هذا الكتاب لحياتها الشخصية، منذ طفولتها، متمنية أن يكون مصدر إلهام بالنسبة للجميع، وللفتيات على الخصوص "ليتمكن من رفع التحدي، وتحقيق أهدافهن وأحلامهن في الحياة".
وحاولت بايبانو، بين دفتي هذا الكتاب، الذي يقع في 366 صفحة، أن تقرب القارئ من مختلف التحديات والصعاب التي واجهتها خلال إنجازها العالمي، مبرزة كيف أن إرادتها وعزيمتها القويتين سمحتا لها ببلوغ الهدف الذي سطرته على أجندتها سنة 2011 "تسلق قمم الجبال السبعة"، وبلغته سنة 2017، حين وطأت قدماها قمة "إفيريست"، أعلى جبل على سطح الأرض (8848 متر).
وعن شريط "القمة" الذي عرض في نفس اليوم، قال مهدي مطيع، مخرج الشريط، سعادته بالعمل مع البطلة بايبانو، وقال عنها "فاجأتني كثيرا شخصيتها البسيطة، وهو ما دفعني إلى التواصل معها، والعمل معها في تصوير هذا الشريط".
وأضاف أن تصوير الفيلم في تلك الظروف المناخية القاسية كان صعبا للغاية، "لكن العزيمة والإرادة التي تتحلى بها بشرى بايبانو كان مصدر إلهام بالنسبة لي للمواصلة وتصوير الفيلم".
هذا، وتوقف الشريط عند محطة جبل "دينالي"، أعلى قمة في أمريكا الشمالية، حيث كان التنفس صعبا والظروف المناخية قاسية، ما جعل بشرى تتردد كثيرا في المواصلة، غير أنها واصلت وبلغت القمة، "بفضل دعوات العائلة ودعمها".
كما عادت بايبانو بالمشاهدين إلى محطة "فينسون ماسيف"، أعلى قمم القارة القطبية الجنوبية المتجمدة، حيث كان "يحيط بنا الثلج الأبيض من كل الجهات، ويعم الصمت ولا تسمع إلا صفير الرياح" ، متسائلة في لحظة "إن كنا لا نزال فوق سطح الأرض".
كما شاركت البطلة الجمهور الحاضر تجربتها في محطة "إفيريست"، ومغامرة جبال الهملايا، حين وصلت بايبانو إلى المنطقة التي يطلق عليها "نقطة الموت"، بسبب قلة الأكسجين لدرجة تؤدي بالمرء إلى الموت.
واستعرض الشريط كذلك كيف تعايشت أسرة البطلة المغربية مع هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر، على الخصوص زوجها، ووالدتها، وابنتها الصغيرة، وقالت في هذا الصدد "أصعب شيء عانيته خلال رحلتي هو شوقي إلى ابنتي الصغيرة ".
وتعد بشرى بايبانو، وهي رئيسة اللجنة النسوية بالجامعة الملكية المغربية للتزحلق ورياضات الجبل، أول مغربية تتسلق القمم السبعة، (كليمنجارو في إفريقيا (2011)، وإلبروس في أوروبا (2012)، وأكونكاغوا في أمريكا الجنوبية (2014)، ودينالي في أمريكا الشمالية (2014)، إضافة إلى قمة بيراميدس كارستنزي في إسبانيا (2015)، وإفريست في آسيا (2017)، وفينسون في القطب الجنوبي (2018).