أشاد المستشار أحمد الخريف، الممثل الدائم لمجلس المستشارين لدى برلمان أمريكا الوسطى، بالموقف الثابت لجمهورية غواتيمالا بخصوص قضية الوحدة الترابية للملكة المغربية من خلال دعمهما لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي تجسد بالخطوة التاريخية المتمثلة بفتح قنصلية بمدينة الداخلة.
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها الخريف مع نائبة وزير خارجية غواتيمالا، أفا أتزوم أريفالو، يوم الثلاثاء 24 يناير، بمناسبة زيارته للجمهورية، من أجل المشاركة في أشغال الدورة العادية لبرلمان أمريكا الوسطى.
وخلال هذا اللقاء، الذي حضره سفير الملك محمد السادس بجمهورية غواتيمالا، طارق اللوجري، عبّر المستشار أحمد الخريف، أيضا، عن اعتزازه واعتزاز كافة مكونات البرلمان المغربي بالدينامية المتميزة للعلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية غواتيمالا الصديقة، حيث تم سنة 2021 تخليد الذكرى الخمسين 50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهو ما يجسد عراقة ومتانة الروابط التاريخية التي تجمع بلدين يعتبران اليوم حليفين استراتيجيين على كافة المستويات.
كما كان اللقاء مناسبة أبرز خلالها المستشار أهمية التعاون البرلماني في مواكبة وتمتين هذه العلاقات المتميزة، مذكرا في هذا الصدد بالأدوار الايجابية التي لعبتها نائبة وزيرة الخارجية في توطيد العلاقات مع البرلمان المغربي أثناء توليها لمهمة سامية ببرلمان أمريكا الوسطى.
كما أشار، في نفس السياق، إلى أهمية زيارة رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة لجمهورية غواتيمالا خلال شهر فبراير من السنة الماضية، والتي توجت باستقبالٍ من طرف رئيس جمهورية غواتيمالا، أليخاندرو غياماتي، إلى جانب المباحثات التي تم إجراؤها مع المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين بجمهورية غواتيمالا، حيث أصر المسؤولون الغواتيماليون على تبيان مظاهر الاهتمام الكبير والرغبة الأكيدة في تعزيز علاقات بلدهم بالمملكة المغربية، وخصوصا خلال المباحثات التي تم إجراؤها مع كل من وزير الخارجية ماريو بوكارو وأعضاء المكتب التنفيذي لكونغرس جمهورية غواتيمالا برئاسة شيرلي خوانا ريفيرا.
وأكد الخريف على أن هذا التوجه الذي ينهجه البرلمان المغربي في تعزيز العلاقات مع البرلمانات الوطنية والاتحادات الاقليمية والجهوية بمنطقة أمريكا اللاتينية "يتماشى مع الخيار الاستراتيجي للمملكة المغربية في تعزيز التعاون جنوب-جنوب، حيث أن تشبث المغرب بعمقه الإفريقي والأهمية البالغة التي يوليها الملك محمد السادس، لتنمية القارة الإفريقية؛ يوازيها ارتكاز السياسة الخارجية للمملكة المغربية على تعزيز التعاون جنوب-جنوب".
من جهتها، أكدت نائبة وزير الخارجية، أن المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين بجمهورية غواتيمالا لديهم تقدير أخوي كبير وصادق للمملكة المغربية باعتبارها تشكل نموذجا رائدا في الأمن والاستقرار و الإصلاح السياسي والمؤسساتي في محيطها الجهوي والقاري تحت قيادة الملك محمد السادس، مبرزة في هذا الصدد تثمينها واشادتها بالمشاريع الهيكلية والأوراش الاستراتيجية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، وهو ما لمسته عن قرب خلال زيارتها لمدينة الداخلة خلال شهر دجنبر الماضي، وهو ما يجعل من المغرب نموذجا يحتذى به من كافة بلدان الجنوب.
وبخصوص افتتاح بلادها لقنصلية عامة بمدينة الداخلة المغربية، أكدت "أفا أتزوم أريفالو" أن هذا القرار جاء انسجاما مع الموقف الواضح لجمهورية غواتيمالا بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، والتي تعتبر أن مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل لهذا النزاع.
كما أكدت أن افتتاح هذه القنصلية "يشكل لبنة اضافية في مسار الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية إلى مستوى العلاقات السياسية القائمة بين البلدين، نظرا للأهمية الاستراتيجية لإنشاء ميناء الداخلة، والفرص التي سيوفرها للربط بين دول أمريكا اللاتينية، وضمنها جمهورية غواتيمالا، بالعمق الإفريقي للمغرب".