قال الرئيس الجديد لبرلمان امريكا الوسطى –البرلاسين-، أمادو سيرود سيفيدو، إن انضمام البرلمان المغربي كعضو ملاحظ دائم لدى البرلاسين "يشكل دعما أساسيا في العمل المؤسسي لهذا الاتحاد البرلماني الجهوي"، معبرا في نفس الصدد عن امتنانه وتقديره الكبير للدور الذي يلعبه مجلس المستشارين المغربي في تقوية العلاقات بين المغرب وبلدان أمريكا الوسطى.
هذا التأكيد جاء خلال المباحثات التي جمعته بالممثل الدائم لمجلس المستشارين لدى برلمان أمريكا الوسطى، المستشار أحمد الخريف، يوم الجمعة 28 يناير 2023، بمقر برلمان أمريكا الوسطى بالعاصمة غواتيمالا.
كما عبر ممثل مجلس المستشارين، خلال هذه المباحثات، عن اعتزازه بمسار العلاقات المتميزة بين البرلمان المغربي وبرلمان أمريكا الوسطى، والتي حققت الكثير من المكتسبات في وقت وجيز، حيث
واستعرض الخريف في هذا السياق أهم المحطات التي ميزت مسار العلاقات الثنائية بين مجلس المستشارين وبرلمان أمريكا الوسطى، بدءا بـ"إعلان العيون" الذي توج الاجتماع التاريخي المشترك لمكتب مجلس المستشارين والمكتب التنفيذي للبرلاسين، في يوليوز 2016، "والذي عبر فيه برلمان أمريكا الوسطى عن دعمه للوحدة الترابية للمملكة المغربية"، مرورا بالقرار الداعم للتدخل السلمي للمملكة المغربية بالمعبر الحدودي للكركرات، وصولا الى القرار الأخير بالارتقاء بوضع مجلس المستشارين من صفة عضو ملاحظ دائم الى صفة شريك متقدم "والذي تم الإعلان عنه خلال استقبال رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة من طرف رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي لبرلمان أمريكا الوسطى في 14 فبراير 2022".
وبعدما استعرض مستجدات ملف القضية الوطنية وكل المكتسبات التي حققها المغرب في مسار تأكيد مغربية صحرائه، لم يفت أحمد الخريف، التنويه بمواقف برلمان أمريكا الوسطى الداعمة للقضية الوطنية للملكة المغربية، مذكرا في هذا الصدد بمضامين إعلان العيون التي دعم من خلالها برلمان أمريكا الوسطى جهود المغرب والأمم المتحدة لإيجاد حل سلمي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بكل ما يضمن الوحدة الترابية للملكة المغربية، حيث أكد الخريف في هذا الاطار أن هذا الاعلان "سيظل وثيقة مرجعية في علاقة البرلمان المغربي ببرلمان أمريكا الوسطى".
من جهته، أكد أمادو سيرود سيفيدو ، الذي كان مرفوقا بأعضاء المكتب التنفيدي لبرلمان أمريكا الوسطى، على استعداده لمواصلة تمتين العلاقات المتميزة بين المؤسستين التشريعيتين، والعمل المشترك من أجل تعزيزها وترسيخها من خلال بلورة برامج ملموسة تخدم قضايا ومصالح شعوب المنطقتين.
كما أبرز في هدا الصدد أن مكانة المغرب وموقعه الجيو استراتيجي "يشكل بوابة لدول المنطقة للتقارب والانفتاح وبناء جسور التعاون مع بلدان افريقيا والعالم العربي إلى جانب الاستفادة من التجارب الرائدة للمغرب خصوصا في مجالات الطاقات البديلة وسياسته النموذجية في التعامل مع القضايا المرتبطة بالهجرة".
ودعا المتحدث، في هذا الصدد، إلى تفعيل وتنزيل مقترح النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، بعقد منتدى برلماني مشترك يتناول مختلف القضايا المرتبطة بالهجرة والمهاجرين.
وبخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، أكد رئيس برلمان أمريكا الوسطى، أن المواقف التي ذكرها الخريف، والتي يعبر عنها البرلاسين في هذا الشأن، "نابعة من كون هذه الهيئة البرلمانية تأسست أواسط الثمانينات على أنقاض الحرب، وهو ما يجعل من هذه الهيئة مناصرة للحلول السلمية وكل المبادرات الرامية الى إرساء التعايش السلمي".
جدير بالذكر أن الخريف شارك، بعد هذا اللقاء، في أشغال الجمعية العامة للبرلاسين، والتي أدى خلالها القسم الذي يجدد من خلاله برلمان أمريكا الوسطى ترسيم عضويته كممثل دائم لمجلس المستشارين لدى هذه الهيئة البرلمانية الجهوية ، بعدما تولى هذه المهمة ابتداء من سادس يناير 2016.
وفي كلمته بهذه المناسبة، عبر الخريف عن اعتزازه بمواصلة العمل ممثلا لمجلس المستشارين لدى هذا الاتحاد البرلماني الوازن بمنطقة أمريكا اللاتينية ككل، مؤكدا أن الاولوية التي منحها مجلس المستشارين لتعزيز العلاقات مع برلمانات أمريكا اللاتينية لم تكن مجرد اختيار ظرفي، بل قناعة راسخة مبنية على خيار استراتيجي للملكة المغربية لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، وهو الخيار الدي يرعاه ويقوده الملك محمد السادس.