يقولون أن الحب قادر على هزم كل شيء إلا الفقر وألم الأضراس.
وفي هذه السنة، يأتي عيد الحب في زمن "فقير" جدا، حيث الأزمة وصلت مداها وحيث الأسعار تحلق عالياً في سماء الغلاء.
بشكل يومي يشتكي المغاربة من غلاء الخضروات والمواد الأساسية، ولا أحد لديه المزاج، بمن في ذلك الشباب، كي يفكر في الفالانتاين.
حتى هدايا الفالانتاين طالتها السخرية وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بصور ساخرة لهدايا على شكل حبّات من البصل أو الطماطم أو البطاطس.
لا أحد يتحدث عن الحب إلا لماماً، ولا أحد يفكر في مناقشة جدوى عيد الحب أو شرعيته، كما كان يحدث في سنوات فاطرة. فقط هي الأزمة سيد الموقف.
وحتى المرغمون على التعبير لمحبوبهم في عيد الحب، اكتفوا بما قل ودل: هي بضعة رسائل على واتساب، وكفى بها هدية.
وحتى لو قرر أحدهم التجرؤ واقتناء هدية فإن أسعار الهدايا نفسها ستقف عقبة أمامه بعد أن تضاعفت هي أيضا، فالورود ازداد ثمنها، والشوكولا أيضا، وحتى "الدباديب" وغيرها.
ووفق تقرير لأورونيوز فإن المبالغ التي كانت تخصص لهذه المناسبة وغيرها، لدى العزاب، انخفضت كثيرا لدى 37% منهم.
حتى من سيقررون اللقاء في هذا اليوم، سيختارون بعناية الأماكن التي يقصدونها بحيث تكون غير مكلفة، حيث يشير تقرير لفرانس بريس إلى أن الشباب يختارون المطاعم الرخيصة أو حتى الحدائق العمومية المجانية !
أكد عيد الحب هذه السنة أنه ترف، وأن الأزمة والفقر – وألم الأضراس أحيانا – أقوى بكثير من المشاعر، فإذا دخل الفقر من الباب، خرج الفالنتين من النافذة.