بغض النظر عن الانتماء، وعن كونه مغربياً نفتخر به ونتمنى له الأفضل، إلا أن منطق كرة القدم نفسه يقول أن ياسين بونو كان يستحق جائزة "ذا بيست".
ومن المؤكد أن معايير الاتحاد الدولي لها اعتباراتها، على رأسها ولا شك أن الأرجنتين هي الفائزة بكأس العالم، وبالتالي فالطبيعي أن يحصد لاعبوها معظم الجوائز.
لكن، هناك أيضا معايير جماهيرية واضحة ترجح كفة بونو، لأن العبرة تكون أحيانا بقوة الإنجاز وتفرده، وليس بالإنجاز في حد ذاته.
فالأرجنتين هي بلد كروي بامتياز على الصعيد العالمي، وسبق له أن فاز بكؤوس قارية وعالمية عديدة، ولا تنقصه الألقاب، وبالتالي فإن حصوله على كأس العالم، رغم قوة الحدث، ليس شيئا جديدا.
وهو ما يعني أيضا، أن فضلَ الحصول على اللقب ليس فيه للحارس إيميليانو مارتينيز فضل كبير جدا.
ناهيك عن أن سمعة الحارس صارت سيئة جدا، بعد حركته البذيئة خلال تسلم جائزة أفضل حارس في حفل اختتام كأس العالم.
فلا يمكن فصل الأخلاق والالتزام عن الرياضة حتى بمعايير الفيفا، ويكفي أن حركة كتلك داخل الملعب كفيلة بإشهار الورقة الحمراء في وجه الحارس، وربما إيقاع عقوبة قاسية عليه، لكن يبدو أن أجواء الاحتفال دفعت الفيفا إلى التغاضي عنها.
كما أن الحارس مارتينيز لم يتوقف عند هذا الحد، وحمل مجسما ساخرا للاعب الفرنسي كيليان مبابي أثناء احتفالات الأرجنتين بفوزها بكأس العالم، في حركة غير أخلاقية أخرى.
بالمقابل، أوصل بونو المنتخب الوطني، لأول مرة في تاريخه، إلى نصف نهائي كأس العالم، وكان قدوة حقيقية لليافعين الحالمين بكرة القدم، سواء على المستوى الرياضي أو الأخلاقي.
وكلنا نتذكر كيف أنقذ بونو كرات حاسمة، كان على رأسها التصدي لـ3 ضربات جزاء متتالية.. وأمام من؟ أمام المنتخب الإسباني الذي كان مرشحا للفوز بالكأس.
الغريب أيضا أن بونو لم يكن أيضا ضمن التشكيلة الأفضل لدى الفيفا، وتم اختيار البلجيكي تيبو كورتوا، الذي لم يتجاوز منتخبه حتى الدور الأول، بل وأقصي على يد المنتخب المغربي!
إن المعايير الرياضية تقول إن إنجاز المنتخب الوطني يخول لبونو الفوز بالجائزة، لكن معايير الفيفا لها اعتباراتها على أية حال، ويكفي أن بونو أحرز اللقب في قلوب كل المغاربة والعرب والأفارقة.