قبل كأس العالم "روسيا 2018" بشهرين، وفي شهر أبريل بالضبط، أعلن الاتحاد الياباني لكرة القدم عن إقالة البوسني وحيد خليلوزيتش من منصب المدير الفني للمنتخب الأول.
وعزا الاتحاد الياباني آنذاك السبب في إقالة خليلوزيتش إلى "نقص الثقة وتراجع القدرة على التواصل" في منتخب الساموراي، موردا أن قرار الإقالة استند إلى "عملية تقييم شاملة"، وأن خليلوزيتش شعر بالاندهاش لدى إبلاغه في باريس بقرار الإقالة.
ونحن الآن على بعد بضع شهور من أول كأس عالمٍ تنظم في دولة عربية، تبدو إرهاصات تكرار الأمر مع المدرب البوسني جليّة واضحة، ما لم يكن للجامعة رأي آخر، لأسباب لا نعلمها.
فالسبب الذي كان وراء إقالة وحيد من تدريب اليابان موجود حاليا في المنتخب الوطني المغربي، وثقة الجمهور فيه تراجعت إلى درجة اقترابها من الصفر، رغم أن النتائج لا زالت لحد الآن في حدود المقبول.
أما التواصل فيكاد يكون غائبا، سواء مع الإعلام وحتى مع بعض اللاعبين، بل إنه تحول لدينا إلى شنآن وصل إلى درجة غير مسبوقة دفعت اللاعب حكيم زياش إلى رفض القدوم إلى المنتخب "ما دام وحيد على رأسه".
زياش مجرد قشة قصمت ظهر البعير وأظهرت ضعف التواصل لدى هذا المدرب، بل إنه تجاوزه في المغرب إلى "سوء التواصل"، وأحيانا سوء الأدب.
فقد سجلت الكاميرات اللحظة التي شتم فيها المدرب الجماهير المغربية بألفاظ قبيحة، كما سجلت ردّهم عليه في مباراة المنتخب الودية أمام أمريكا.
على أرضية المستطيل الأخضر، تبدو اللمسة الفنية شبه غائبة، ولولا أن الكتيبة التي تشكل الآن منتخب الأسود هي من لاعبين محترفين وقادرين على صنع الفارق، لكانت النتائج أسوأ.
فهل يعيد الزمن نفسه فعلا؟ هل تقيل الجامعة وحيد استجابة لرغبة الجماهير من جهة، ومن أجل منح المنتخب نفساً جديدا من أجل التوجه نحو قطر بفريق متماسك قوي بدون نقاط ضعف؟
الجواب في قادم الأيام، وفي الغالب بعد مباراة ليبيريا إن صدقت التكهنات.