قال رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، إن الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي "يمثل كل الأحزاب الديمقراطية في العالم"، وذلك خلال أشغال المؤتمر الذي عقده الاتحاد، يوم السبت 29 أبريل بمراكش، بشراكة مع منظمة الشبيبة الاستقلالية.
كما نوه ميارة باختيار مدينة مراكش لاحتضان هذا اللقاء، من أجل الحديث عن الشباب والديمقراطية، "ولإبراز دور الرعيل الأول من الشباب المغربي في نيل الحرية والاستقلال"، مبرزا أدوار الشبيبات الحزبية، على غرار منظمة الشبيبة الاستقلالية، في تجويد الممارسة والمشاركة السياسيتين، وفي تحقيق الحرية والديمقراطية.
كما استشهد رئيس مجلس المستشارين بدور الملكية في تطوير الديمقراطية وفي النهوض بأوضاع الشباب، مستعرضا الآليات المؤسساتية التي أقرتها الوثيقة الدستورية، والتي تروم تعزيز تمثيلية الشباب، من قبيل المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، كـ "مؤسسة قادرة على الاستجابة لمطامح الشباب المغربي، وفق ما ينص عليه الدستور، مبرزا في الآن ذاته أن حزب الاستقلال "يولي أهمية فائقة للهياكل الموازية، من قبيل التنظيمات النسوية والشبابية، مؤكدا أن إشراك الشباب ورفع تمثيليتهم داخل الهيئات المنتخبة، من شأنه ترسيخ الديمقراطية".
من جهته، قال الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاستقلالية، عثمان الطرمونية إن مؤتمر الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي ينعقد في "أحد أكبر العواصم التاريخية بالمملكة"، مضيفا أن الشبيبة الاستقلالية تعتبر أول منظمة عربية وإفريقية تحتضن هذا المؤتمر، موردا أن الاتحاد "تلتئم فيه الشبيبات الحزبية لأحزاب اليمين الوسط في العالم، البالغ عددها 127 شبيبة حزبية من 81 بلدا، مستعرضا كرونولوجيا إحداث هذه الهيئة التي تأسست بصيغتها الحالية سنة 1991".
وأوضح أن منظمة الشبيبة الاستقلالية، التي التحقت بهذا الصرح الشبابي القوي سنة 2009، "فرضت نفسها بقوة في هذه الهيئة، ونظمت العديد من الملتقيات الدولية بتنسيق تام مع قيادة هذا الاتحاد، من قبيل منتدى الحرية في دورتين 2012 و2019 بكل من الرباط ومراكش".
كما أبرز أن اختيار المملكة لاستضافة هذا اللقاء "يعد بمثابة تقدير للمشاركة الفعالة للمنظمة في المنتدى القبلي الذي احتضنته العاصمة الهندية نيودلهي خلال السنة الماضية بتزكية من المكتب التنفيذي للاتحاد"، كما يأتي بالنظر للمكانة المرموقة التي تحتلها المملكة تحت قيادة الملك محمد السادس، "والتي تكرس محورية الدبلوماسية الموازية، لاسيما الشبابية، مع العمل على تكثيف الحضور في الملتقيات والمحافل الدولية".
وأضاف أن انتخاب قيادة ومكتب تنفيذي جديدين للاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي، والذي ستتم تسميته بـ"مكتب مراكش"، "يعتبر "تشريفا آخر لبلادنا، التي راكمت منجزات مشهودة في مختلف المجالات".
مايكل دوست، رئيس الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي، من جانبه، أكد أن فترة جائحة كورونا كانت مناسبة سانحة لإعادة هيكلة الاتحاد، حتى يفعّل الأهداف التي كانت وراء تأسيسه، من قبيل تشبيك أوسع بين شباب العالم، وتحفيز التثاقف، لبث الديمقراطية والقيم الإنسانية، مستشهدا بمؤتمر ميامي حول الحرية، ومؤتمر نيودلهي، اللذين شكلا مناسبتين للقاء والتواصل مع المسؤولين لبحث مختلف القضايا التي تستأثر باهتمام الشباب في العالم.
كما نوه بالشراكة التي تصل الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي بحزب الاستقلال، من خلال منظمة الشبيبة الاستقلالية، مستعرضا الأنشطة التي نظمها بمعية مختلف الشركاء.
وفي ذات السياق، كشفت النائبة البرلمانية عن حزب الاستقلال، مروى الأنصاري، أن "هذا الانفتاح على العالم ليس مستجدا، بل من صميم توجه حزب الاستقلال"، مشيرة إلى أن مكتب الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي يضم ممثلين ينحدرون من القارات الخمس، وأن هذه الهيئة عملت على مدى عقود على إشاعة قيم التشاطر والتسامح والاحترام، إضافة إلى كرم الوفادة وحسن الترحاب، والتي يتم تناقلها جيلا بعد جيل، مستعرضة الأوراش الإصلاحية التي باشرتها المملكة، تحت قيادة الملك محمد السادس "على غرار صناعة السيارات، وصناعة الطيران، والاستثمار في الطاقات المتجددة، من قبيل الطاقة الشمسية والطاقة الريحية".
كما شكل اللقاء مناسبة لعرض شرائط مؤسساتية تسلط الضوء على المنجزات التي حققتها المملكة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي تعتبر ذات عوائد إيجابية، ومن شأنها إحداث قيمة مضافة عالية.