في عز الأزمة بين المغرب وفرنسا، تقرر وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، أن تظهر عدم مقدرتها على الحديث بلغة بلدها.. باللغة التي يلقي بها ملك البلاد محمد السادس خطاباته الرسمية كلها !
وزيرة السياحة التي أجابت الصحافيين بالفرنسية، بعد سؤالهم لها بالدارجة المغربية، طالبة منهم استعمال الترجمة "كي يتعلم الناس الفرنسية"، مستعملة عبارة "خليهوم يتعلمو".
هذه اللغة التي بدأ المغرب، وبشكل رسمي، سحب البساط من تحت أقدامها موليا اهتمامه أكثر للغة العالمية الأولى: الإنجليزية.
تزداد المرارة عندما يتعلق الأمر بوزيرة "للسياحة"، أي أنها وزيرة تروج لهوية البلد وثقافته العربية الأمازيغية بالدرجة الأولى، وليس لبلد فرنسي أو ناطق بالفرنسية.
لكن، يبدو أن الوزيرة تقول شيئا وتفعل شيئا آخر. فهي – كما هو مفترض – تروج للسياحة في المغرب، لكنها تقضي عطلتها في تنزانيا.
تروج للهوية المغربية، لكنها لا تريد أن تكون هذه الهوية لصيقة بها وتتنصل منها أمام الكاميرات والميكروفونات بشكل بشع جدا.
وللأسف الشديد، لم تقف الأمور عند هذا الحد فقط، بل إن الوزيرة تشعر بالدونية أمام اللغة الفرنسية، خصوصا حين تقول عن الأشخاص الذين سيستمعون لحديثها "خليهم يتعلمو".
هي تعتقد أن اللغة الفرنسية لها علاقة بالعلم والمعرفة والتقدم. وكأن أبناء بلدها الذين يتحدثون بالدارجة والعربية والأمازيغية "جهلة".
والأنكى من كل هذا، أن السيدة الوزيرة تطلب من الصحافيين أن يترجموا حديثها للمواطنين المغاربة.
تخيل معي وزيرا فرنسيا يتحدث بالعربية ويقول لوسائل الإعلام: ترجموا كلامي إلى الفرنسية للفرنسيين !!
أعتقد أنكم تعرفون النتيجة جيدا، وتتخيلون مصير هذا الوزير. كما قد تتخيلون مصير الوزيرة المغربية-الفرنسية إذا تم التعامل مع تصريحها هذا بصرامة وجدية.
الحقيقة أن هذا التصريح يفترض أن يكلف الوزيرة منصبها، وذلك أضعف الإيمان.