رغم كل التحذيرات من طرف المتخصصين، منذ ظهور الإنترنت إلى الآن، ما زال الكثير من الأشخاص يتعرضون لعمليات نصب، تختلف باختلاف أصحابها وطرق احتيالهم.
آخر هذه العمليات، التي تعرض لها عشرات المغاربة مؤخرا، تتعلق بعروض عمل وهمية تنتهي في الأخير بسرقة ما يزيد عن 3000 درهم من الضحية الواحدة.
بدأت حملة التوظيف الوهمي هذه قبل أسابيع، من خلال إعلانات على إنستغرام وتيكتوك خصوصا، والتي تقول أن صاحبها يحتاج إلى توظيف "مساعد عبر الإنترنت" مقابل 3 إلى 5 ساعات في اليوم فقط، وأن متوسط الأجر اليومي هو بين 300 و1000 درهم !
كما أن الحملة تسير بطريقة أخرى أيضا، حيث يتم مراسلة الضحايا بشكل عشوائي بأرقام من كندا وسيرلانكا وأمريكا وإفريقيا جنوب الصحراء، ويقول أصحاب المراسلات أنهم مسؤولو تسويق في إحدى الشركات.
أما طبيعة العمل فبسيطة جدا وتتمثل في ترك تعليق إيجابي على بعض الفنادق أو الخدمات أو حتى الاشتراك في بعض قنوات يوتوب، مقابل تعويض في حدود دولار إلى دولار ونصف للخدمة الواحدة.
وإمعاناً في توريط الضحية، يتم فعلا إرسال بعض المبالغ الصغيرة التي تزداد تدريجيا، ليتم توريطه بشكل كامل ولكسب ثقته، بعد أن يطلب منه رقم حسابه البنكي.
وبعد مرحلة كسب الثقة، يطلب المحتالون من الضحية الانتقال إلى تطبيق تلغرام، لأنه تطبيق مشفّر يسهل هذا النوع من العمليات، وهناك يتم طلب إرسال مبلغ في حدود 25 دولار، يزداد تدريجيا إلى أن يصل لحوالي 800، وهناك يتوقف كل شيء ويتم حذف الضحية من المجموعة ليكتشف أخيرا أنه تعرض لعملية نصب ممنهجة وماكرة.
ووفق مصادر متطابقة، فإن عددا من المغاربة وضعوا فعلا شكايات لدى وكيل الملك بمدنهم بعد أن تعرضوا لعملية النصب هذه، لكن في الغالب يتضح أن أسماء الشركات وهمية أو أنها حقيقية لكن لا علاقة بها بالمحتالين.
وسبق لعدد من الضحايا في دول أخرى أن اشتكوا من عملية نصب شبيهة، مما دفع إدارة "واتساب" كي تطلب من المستخدمين حظر المكالمات المشبوهة، والإبلاغ عنها، حتى يمكن اتخاذ الإجراء المناسب ضدها.
ونقلت وسائل إعلام عن متحدث باسم "واتساب" أن حظر الرسائل والمكالمات المشبوهة والإبلاغ عنها "يُعد خطوة مهمة لمكافحة عمليات الاحتيال بشكل فعّال”.
كما أكّد على أنه من المهم الإبلاغ عن هذه الحسابات إلى "واتساب"، “حتى نتمكن من اتخاذ الإجراء المطلوب ضدها وحظرها من المنصة" بتعبير المتحدث.