من هو أبو عبيدة؟

 من هو أبو عبيدة؟
آخر ساعة
الخميس 9 نوفمبر 2023 - 14:36

لا يظهر منه سوى عينه وكفه اليمنى، أو بالأحرى سبابته، وبلقب يتكون من كلمتين، استطاع "أبو عبيدة"، المتحدث الرسمي الإعلامي لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أن يخطف أنظار العالم من خلال خطاباته المقتضبة التي يعلن فيها نتائج ضربات حماس للجيش الإسرائيلي.

أصبح ظهور "أبو عبيدة" كأنه واحدة من مباريات كرة القدم التي تجذب ملايين المشاهدات، ويشهد على ذلك مقاطعه على يوتوب التي تتجاوز بلغت ملايين المشاهدات في القنوات التي عرضتها.

أمام شاشات التلفزيون يتسمر الملايين ويعم الصمت ليستمعوا إلى الجديد الذي سيعلنه، في ظل أوضاع مشتعلة في قطاع غزة تنذر بالجديد كل يوم.

بجملته الشهير يختتم أبو عبيدة فيديوهاته "وإنه لجهاد.. نصر أو استشهاد"، بعد أن يكون قد سرد حصيلة عمليات حماس البرية.

وإن كان محمد الضيف هو من أطلق عملية "طوفان الأقصى"، فإن من نال "النجومية" هو أبو عبيدة، ربما دون أن يخطط لذلك، أو حتى يرغب فيه، باعتبار أنه لا زال مجرد رمز ولا أحد يعرف ملامحه أو هويته.

برز أبو عبيدة لأول مرة سنة 2006 ليعلن تنفيذ حماس لعملية "الوهم المتبدد" شرق مدينة رفح، والتي أدت لقتْل جنديين إسرائيليين وجرح اثنين آخرين وأسر الجندي جلعاد شاليط.

لم يتغير أبو عبيدة كثيرا منذ ظهوره الأول عام 2006، ما عدا ربما لون الكوفية والخلفية التي تظهر وراءه والشريط الذي يحيط برأسه، أما إيقاع الصوت ودقة الإلقاء واختيار المفردات والتراكيب وترتيب المعلومات ولغة اليدين فلا زالت هي هيَ.

بعد عملية "العصف المأكول" التي أطلقت عليها إسرائيل عملية "الجرف الصامد"، سنة 2014، كشفت تقارير إسرائيلية أن أبو عبيدة هو نفسه شخص يسمى "حذيفة سمير عبد الله الكحلوت"، ونشرت صورة له بوجه مكشوف مع عبارة "لا تصدقوا الكاذب".

ووفق التخمينات الإسرائيلية فإن "أبو عبيدة" بدأ الظهور في وسائل الإعلام منذ عام 2002 كأحد كبار نشطاء كتائب القسام الميدانيين، بل إنه كان حاضرا في جميع المؤتمرات الصحفية، دون أن يظهر وجهه، وبعد عام 2006 أصبح المتحدث الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، وفق ذات المصادر.

كما نقل موقع "الجزيرة نت" عن مصادر إسرائيلية أن الرجل ينحدر من قرية "نعليا" في غزة، التي احتلتها إسرائيل عام 1948، وظل يعيش في جباليا شمال شرقي غزة، وتعرض منزله للقصف الإسرائيلي أكثر من مرة أعوام 2008 و2012  و2014، ومرة أخرى خلال معركة "طوفان الأقصى".

كما أبرز تقريرنشره موقع يديعوت أحرنوت في 25 يوليو 2014 فإن "أبو عبيدة" لديه وقت للدراسة، حيث حاز عام 2013 درجة الماجستير من كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة عن عمله حول موضوع "الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام" كما يعد درجة الدكتوراه في نفس السياق.

من المؤكد أن "أبو عبيدة" رسم صورة جديدة للشهرة، كما أنه أصبح رمزا بالنسبة للكثيرين، خصوصا في ظل ما تتعرض له غزة من قصف متواصل تجاوز عدد ضحاياه 10 آلاف.