ما زال المشرفون على الفن السابع بالمغرب يتعاملون معه بنفس الطرق التقليدية التي لم تتغير منذ عقود.
فأغلب الأفلام الأجنبية المعروضة بأشهر الدور بالمدن المغربية تعتمد النسخ المدبلجة إلى اللغة الفرنسية، وهو ما يجعل الكثير من المشاهدين ينفرون من مشاهدتها لصعوبة فهمها.
وعندما نقول المشاهدين فإننا نتحدث عن أغلب شرائح المجتمع، والذين تبقى الفرنسية بالنسبة لهم لغة صعبة معقدة يستحيل أن تقرب بينهم وبين فهم الأفلام.
ويا ريت لو كانت هذه الدور، على غرار ما يحدث دول المشرق العربي، تعتمد الترجمة العربية المكتوبة، كي تساعد المشاهد أكثر على الفهم، فهذا النوع من الترجمة هو الذي شجع المشاهد المغربي على الإقبال على عدد من القنوات العربية المتخصصة في الأفلام الأجنبية، ولولاها لكانت المشاهدات لحد الآن محدودة جدا.
وفي أسوأ الأحوال، كان على هذه الدور أن تترك الأفلام في لغتها الأصلية وهي الإنجليزية، والتي صار المغاربة يتعاملون معها بأريحية أكبر، حتى لو كان الاستيعاب الكلي غائبا.
ثم إن جولة في مجموعات مناقشة الأفلام على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد لك ما سلف ذكره، حيث يستنكر أغلب المعلقين مشاهدة الأفلام المدبلجة إلى الفرنسية، باعتبار أن هذه اللغة "تفسد" الكثير من حميمية هذه الأفلام كونَها لغة "غير سينمائية" بالمرة.
وعموما، سواء تعلق الأمر بالإنجليزية أو الفرنسية، فإن الترجمة المكتوبة، لم تعد بالأمر الصعب، وهناك الآن مواقع يديرها شباب بميزانيات متواضعة، تقوم بترجمة آخر الإنتاجات وبسرعة رهيبة، فلم يحرم منها المشاهد المغربي الذي لغته الرسمية هي العربية والأمازيغية.
إن هذا الإصرار على الفرنسية هو إصرار على طرد شريحة كبيرة من الجماهير العاشقة للفن السابع وتنفيرها منه، فاللغة في السينما أساسية، ما لم يتعلق الأمر بأفلام بعينها كأفلام الأكشن التي قد يكون الحوار فيها جانبيا (أحيانا).
والسؤال المطروح: لماذا لا يتم القيام بهذه الخطوة؟ هل السبب هو غياب المترجمين؟ الوسائل التقنية؟ أم أن الفكرة لم تخطر إطلاقا على المسؤولين على القطاع الذين يعتقدون – ربما – أن اللغة الفرنسية هي لغتنا الأولى؟