عبر النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، عن أمله في تجاوز المرحلة الراهنة التي تجتازها العلاقات الثنائية بين المغرب وكولومبيا بعد إقدام الحكومة الكولومبية الحالية على إقامة علاقات مع "الجمهورية الوهمية"، مشيرا على الخصوص إلى أن الملتمس الذي اعتمده مجلس الشيوخ الكولومبي مؤخرا، والذي يحمل دعما لا لبس فيه للوحدة الترابية ولسيادة المغرب، يشكل خطوة هامة في الاتجاه الصحيح من شأنها أن تساعد على توطيد العلاقات البرلمانية والدفع بالتعاون الثنائي خدمة للمصالح المشتركة التي ينبغي ألا تتأثر بأية مواقف ذاتية عابرة.
جاء ذلك خلال استقباله، يوم الإثنين 04 دجنبر 2023 بمقر المجلس، لوفد عن مجلس الشيوخ بجمهورية كولومبيا، برئاسة جيرمان بلانكو ألفاريز، رئيس مجموعة الصداقة الكولومبية المغربية، الذي يقوم حاليا بزيارة عمل للمغرب بدعوة من المجلس في طار الجهود المشتركة لتمتين العلاقات البرلمانية بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين.
كما سجل ميارة الأهمية الخاصة التي تكتسيها هذه الزيارة بما هي تعبير عن الصداقة الحقيقية بين البلدين، مؤكدا الرغبة المغربية على المضي قدما في تقوية العلاقات الثنائية خدمة للمصالح المشتركة، ومن أجل النهوض بالعلاقات المثمرة مع دول أمريكا اللاتينية، معربا عن تطلعه إلى أن تشكل الزيارة المقررة للوفد الكولومبي للأقاليم الجنوبية للمملكة فرصة للوقوف، في الميدان، على حجم التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها هذه الربوع، وبالتالي الخروج بتصور متكامل حول حقيقة النزاع المفتعل حول الوحدة الترابية للملكة.
وبعد أن أوضح المستويات المتقدمة التي حققها المغرب في مجالات تعزيز الديموقراطية والنمو الاقتصادي والاجتماعي وكذا انفتاحه البناء على القارة الإفريقية، أكد ميارة أن طموح المغرب هو أن يصبح بوابة لأمريكا اللاتينية نحو كل القارة الإفريقية، مشيرا إلى استعداد مجلس المستشارين لبذل المجهودات الممكنة لتعزيز هذا التوجه من خلال استثمار علاقاته المتميزة مع كل التكتلات البرلمانية الأمريكية اللاتينية، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل والحرص التام على المصالح المشتركة.
من جهته أكد جيرمان بلانكو ألفاريز، رئيس مجموعة الصداقة الكولومبية المغربية، أن مجلس الشيوخ الكولومبي حريص على تطوير العلاقات المغربية الكولومبية في شتى المجالات، مؤكدا أن موقف الحكومة الكولومبية الحالية من قضية الوحدة الترابية للملكة أضر بمصالح كولومبيا عندما انحازت لحركة انفصالية وإرهابية لا تعترف بها الأمم المتحدة.
كما جدد التأكيد على أن مجلس الشيوخ، انطلاقا من تمثيليته المباشرة للشعب الكولومبي، سيواصل دعم العلاقات الثنائية بين المغرب وكولومبيا وتثمين ما يربطهما من قواسم مشتركة متعددة.
حضر هذا الاستقبال محمد حنين، النائب الأول لرئيس مجلس المستشارين، ورئيس مجموعة الصداقة المغربية الكولومبية بمجلس المستشارين، جمال الوردي، والأسد الزروالي، الأمين العام للمجلس.