زياش لاعب "حكيم" بإجماع عشاقه، رغم أنه قد لا يبدي تفاعلا كبيراً مع الجمال كما ينتظر البعض.. سواء كان جمالك أو "جمالي"، أو غيرهما.
حكيم زياش قادر على صنع الحدث كرويا، وتحقيق الانتصار للفرق التي يلعب معها في اللحظات الحاسمة جدا.
منذ بداياته التي تعرف فيها عليه المغاربة مع أجاكس أمستردام، كان زياش صانعَ ألعاب من الدرجة الأولى، وكان مبهراً بيسراه التي تنقذ الموقف أكثر من مرة، والتي يجيد تحريكها متى شاء وكيف شاء.
لا يحتاج زياش لبذل مجهود كبير في حركته، فهو يدرك جيدا أن لياقته لا تساعده، فلا القوة ولا السرعة من ميزاته، لكنه يكتفي بتحريك يسراه إما بتمريرة حاسمة أو بقذفة صاروخية ملولبة لا تترك الفرصة لأغلب الحراس إلا عندما ينتبهون إلا أن الكرة قد استقرت في الشباك وانتهى الموضوع.
من أجاكس إلى تشلسي، كان العبور صعباً، وكان على زياش أن يتأقلم مع واقع جديدو عقلية إنجليزية مختلفة تماما، ولأنه يتميز بالأنفة الشديدة وبطبعه الخاص جدا، كان واضحاً أن البقاء مع الفريق الأزرق لن يطول كثيرا.
زياش لاعب متميز جدا، ويحب أن ينال نصيبه كاملاً، وأن يتم منحه الفرصة كاملة غير منقوصة، وعندما يحدث العكس ينتكس مستواه بشدة ويتراجع إلى الوراء، وهو ما حدث تماما مع تشلسي.
من تشلسي إلى باريس سان جيرمان، كان سيكون الاتجاه، قبل أن تتعثر أوراقه في آخر لحظة، في سوء حظ غريب، لاحقه أيضا حتى في انتقاله المرتقب حينها إلى الدوري السعودي، حين قيل أن إصابة على مستوى الركبة كانت حائلا بينه وبين الصفقة.
زياش سخر من الحكاية، ونشر "ستوري" كعادته، وبطريقته، وهو يؤكد أن صحته في أفضل أحوالها، قبل أن يحين موعد الانتقال الفعلي إلى فريق غلطة سراي، الذي أظهر فيه زياش أنه حكيم حقا وسيبقى حكيما.
بكل هدوء وببساطة يسجل زياش لغلطة سراي، دون حتى أن يظهر فرحا حقيقيا، كأن الأمر يتعلق بـيوم آخر في المكتب "Another day in the office".
وها هو زياش يستعيد مكانته ويعيد اسمه إلى الواجهة، مثلما فعل في كأس العالم، بعد أن مر بأوقات صعبة، حين أعاد إليه وليد الركراكي ثقته بنفسه، ومنحه فرصة ذهبية أظهر حكيم أنه أهل لها وأهدى الفرحة للمغاربة أكثر من مرة.
زياش عاد إلى الواجهة بعد تألقه مع غلطة سراي، لكنه عاد أيضا بعد أن اتهم من طرف فنانة بأقوال غليظة بذيئة يكاد يجمع الجميع أنها من الصعب أن تصدر عن لاعب مثله، لكن مع تحفظ بسيط له علاقة بمزاجه وبأنفته التي لا يضمن أحد ما قد تدفعه إليه.
لكن، عموما يمكن أن نجمع بدون تردد أن زياش يقدس المرأة، ويكفي أن تشاهد الفيديو الذي يتحدث فيه عن والدته لتدرك أن هذا الرجل كما هو اسمه وكفى... حكيم جدا.