كشف الخبير الاقتصادي الفرنسي بيير كاريو، أن أزمة البحر الأحمر الأخيرة يمكن أن تدفع الصناعيين الأوروبيين إلى نقل إنتاجهم الآسيوي إلى بلدان أقرب، مثل المغرب.
وأضاف المتحدث، في حوار صحافي، أن انعدام الأمن في مضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، أدى إلى تعليق مرور سفن أكبر شركات الشحن العالمية عبر المضيق، "وهو ما يعني أن الشركات الأوروبية التي تعتمد على واردات من آسيا ستواجه صعوبات في تأمين إمداداتها، مما قد يدفعها إلى البحث عن بدائل أقرب".
وفي هذا الصدد، يرى الخبير أن المغرب يمكن أن يكون بديلًا جذابًا للشركات الأوروبية، نظرًا لقربها من أوروبا، وتمتعها ببنية تحتية متطورة، إضافة إلى أسعار اليد العاملة المناسبة.
وكانت الأزمة قد انطلقت بعد أن بدأ الحوثيون، منذ 31 أكتوبر الماضي، عملياتهم في البحر الأحمر عندما أعلنوا انخراطهم في الحرب ضد إسرائيل "انتصارا للمظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني"، حسب تصريح المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع.
ويستمد البحر الأحمر أهميته الإستراتيجية والجيوسياسية من موقعه الجغرافي الفريد، ويصفه مستشار الأمن القومي الأميركي السابق زبيغنيو بريجنسكي بكونه "يقع في قلب قوس الأزمات أو عدم الاستقرار، الذي يضم الشرق الأوسط والقرن الأفريقي ومنطقة المحيط الهندي، كما أنه يتاخم منابع النفط الرئيسة في العالم" وفق الجزيرة نت.
وفي آخر التطورات، قالت وزارة الدفاع الأميركية أمس الخميس إن أكثر من 20 دولة في المجمل وافقت على المشاركة في التحالف الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية حركة التجارة في البحر الأحمر من هجمات حركة الحوثي اليمنية.
ومع ذلك، فإن العدد الإجمالي الجديد يشير إلى أن 8 على الأقل من الدول التي قررت الانضمام لتلك الجهود ترفض الكشف عن مشاركتها علنا، في إشارة إلى الحساسيات السياسية للعملية مع تصاعد التوترات الإقليمية نتيجة الحرب بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
وقال اللواء باتريك رايدر "لقد وافقت الآن أكثر من 20 دولة على المشاركة"، موضحا أن اليونان وأستراليا أعلنتا الانضمام، مضيفا "سنسمح بمشاركة دول أخرى، الأمر متروك لها للحديث عن انضمامها".