قال عنه مؤخرا اللاعب الدولي جيمي كاراغر إنه لا يستطيع الركض، وذلك في تصريح عقب مباراة مانشستر أمام ليفربول، التي انتهت بالتعادل السلبي، في ديسمبر الماضي.
لكن الحقيقة أن هذا الحكم مجحف جدا في حق لاعب يتذكر الجميع لقطته وهو يلاحق أحد أسرع اللاعبين في العالم، كيليان مبابي، في نصف نهاية المونديال، قبل أن يدركه وينتزع الكرة من قدميه انتزاعا.
قد يكون أمرابط بطيئا خلال الانطلاقة، لكن لا يمكن أبداً أن تصفه بأنه "لا يستطيع الركض".
هو صخرة الوسط التي يستأنس بها دفاع المنتخب المغربي، والذي تلمع في صلعته أضواء الملعب، فيطمئن الجمهور إلى أن الأمور ستكون على ما يرام.
وحتى لو افترضنا أنه ليس سريعاً، فإن أمرابط رجل الركض بامتياز، حيث اعتبر أكثر اللاعبين المغاربة ركضا في المونديال بمعدل 59.3 كيلومترا، كما قدم، خلال المباريات الثلاث الأولى للمونديال، 133 تمريرة، وقطع 5 كرات، فضلا عن افتكاك الكرة في 24 مناسبة.
كان أمرابط أكثر لاعب قطع مسافات في مباراة المغرب وإسبانيا بواقع 14.86 كيلومترا، كما كانت نسبة نجاحه 100% في الصراعات الثنائية على الأرض مع لاعبي إسبانيا في 120 دقيقة.
وحقق "بلدوزر" المنتخب، في دور ربع النهائي ،أمام المنتخب البرتغالي، 8 اعتراضات موفقة، و3 تدخلات ناجحة، وانتصر في 3 مبارزات، ولعب 32 كرة عبر تمريرات موفقة.
وفي مونديال قطر دائما، ووفق إحصائيات شبكة "أوبتا"، استخلص سفيان الكرة 41 مرة في المونديال، حيث اعتبرته صحيفة إسبانية آنذاك "أكبر المفاجآت في كأس العالم"، في حين وصفه الركراكي بأنه "مهاجمنا الأول ومدافعنا الأول".
ولد سفيان أمرابط سنة 1996 في ببلدة هويزن شمال هولندا لأسرة مغربية مهاجرة تعود أصولها إلى بلدة بن الطيب التابعة لمدينة الناظور، في منطقة الريف شمال المغرب.
تعرف المغاربة على أخيه نور الدين أولاً، والذي يحمل نفس جينات القتالية و"التمغرابيت"، قبل أن يحل هو محل أخيه في كأس العالم بروسيا 2018، ويدرك الجمهور أن هناك "أمرابطيْن" وليس مُرابطاً واحداً.
وقع أمرابط أول عقد احترافي مع فريق فينورد روتردام، لمدة 4 سنوات مقابل 5 ملايين يورو في يونيو 2017، وتوج معه خلال موسمين بـ3 ألقاب محلية.
بعد ذلك، انتقل سفيان أمرابط في أول مسيرة احترافية أوروبية إلى نادي بروج البلجيكي في 24 غشت 2018، في صفقة لمدة 4 أعوام بلغت قيمتها 2 مليون يورو.
ثم في سنة 2020، تعاقد أمرابط مع نادي فيورنتينا، حيث قرر ابتداء من هذا الموسم ارتداء القميص رقم 34 تكريما لصديقه عبد الحق نوري، الذي توقفت مسيرته بعد تعرضه لسكتة دماغية في 2017، وقال تعليقا على ذلك "لقد اخترت هذا الرقم كعربون وفاء له وسأحتفظ به حتى نهاية مسيرتي الكروية".
التحق أمرابط معاراً إلى مانشستر يونايتد، ويعول عليه كثيراً في هذه المنافسات الإفريقية بكوت ديفوار من أجل تطبيق مبادئه في "الدفاع والهجوم" معا، حيث سيحتاج المنتخب جدا إلى "صخرة" توازن من هذا النوع.