قال الخبير الإيطالي في العلاقات الدولية ماتيو جاك دومينيسي، يوم الثلاثاء 05 يوليوز بسطات، إن العلاقات الدولية للمغرب شهدت تنوعا وتوسعا، سواء على مستوى الفاعلين أو التوجهات الاستراتيجية لسياسته الخارجية، والتي مكنته من خلال الاستخدام المستنير للقوة الناعمة من الاضطلاع بدور رئيسي على الساحة الجيوسياسية الدولية.
وأوضح دومينيسي، خلال أشغال الندوة الدولية التي نظمتها مؤسسة جذور لمغاربة العالم حول موضوع "مقترح الحكم الذاتي وإفلاس أطروحة الانفصال وتقرير المصير"، أن القوة الناعمة ذات الطابع الدبلوماسي للمغرب "أضحت نموذجا لتحقيق التنمية والاستقرار الجيوسياسي في شمال إفريقيا"، مضيف أن المملكة أصبحت اليوم فاعلا رئيسيا ونموذجا للتنمية والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والبيئي في شمال إفريقيا، "وذلك بفضل عدد من الإجراءات الرئيسية التي اتخذتها مؤسسات الدولة من خلال التركيز على قوة ناعمة خاصة بالمملكة".
كما أشار الخبير إلى أنه يمكننا التمييز بين ثلاثة محاور رئيسية للقوة الناعمة للمغرب : المحور الاقتصادي، والمحور الأمني والديني، وأخيرا المحور المتعلق بالهجرة.
وبخصوص المحور الاقتصادي، قال المتحدث إن السياسة الاقتصادية للمغرب تمثل أداة رئيسية لدبلوماسيتها، حيث تم في عهد الملك محمد السادس وضع ريادة الأعمال في صلب السياسة الخارجية للمملكة، مضيفا أن العديد من المقاولات المغربية حاضرة بقوة على مستوى السوق الإفريقية في قطاعات مختلفة.
كما أبرز أنه، فيما يتعلق بالمحور الأمني والديني، فإن الإسلام المعتدل والوسطي هو الذي يسمح للمملكة بالتموقع كنموذج للاستقرار في مواجهة السلفية والتيارات الراديكالية الأخرى الموجودة في عدد من بلدان منطقة الساحل وجنوب الصحراء، مشيرا كذلك إلى الروابط الدينية الوثيقة التي حافظت عليها المملكة لقرون مع الدول الإفريقية التي تتبع المذهب المالكي.
وبخصوص المحور الثالث المرتبط بالهجرة، سجل دومينيسي أن هذه القضية تعتبر أولوية بالنسبة للمغرب، حيث أطلقت المملكة خلال السنوات الأخيرة عملية تسوية واسعة النطاق لوضعية الأجانب من إفريقيا جنوب الصحراء، وكذلك من خلال العمل مع إسبانيا على تنظيم تدفقات الهجرة في احترام لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن هذه هي المحاور الرئيسية للعمل الدبلوماسي الذي يقوم به المغرب في الوقت الراهن على المستوى الدولي، والتي تجعل منه فاعلا موثوقا يتمتع بمصداقية.
يذكر أن هذه الندوة الدولية نظمت بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج وجامعة الحسن الأول بسطات، وبتعاون مع جهة الدار البيضاء سطات وعمالة سطات.