تبعاً للظروف المناخية التي يعيشها المغرب مؤخرا، والمتمثلة خصوصا في قلة التساقطات التي أفضت إلى ندرة المياه، أطلقت وزارة التجهيز والماء حملة تحسيسية تهدف بالأساس إلى وضع حد لعدد من العادات السيئة التي دأب عليها المغاربة.
ومن المؤكد أن عددا كبيرا من المغاربة يتعاملون مع ثروة الماء، منذ عقود، دون تقدير لقيمتها الحقيقية، مع اعتقاد غير صحيح بأنها لا تنتهي ولا تندُر.
وبمراقبة يومية بسيطة لهذه العادات يمكن أن تلاحظ أنه من خلال تكرارها يوميا، فإنها تمثل إهدار حقيقيا لملايين اللترات من المياه التي سنحتاجها بشدة في قادم السنوات.
مياه الصنبور
يتعامل عدد من المغاربة مع مياه الصنبور بإهمال كبير ولا يلتفتون إلى ضياع المياء من خلال عدد من العادات التي ركزت عليها حملة الوزارة.
وفي هذا السياق، تلفت الحملة إلى أن الماء المُهدر أثناء عملية غسل الأسنان، وترك الصنبور مفتوحا طيلة مدة العملية، يهدر 30 يوما من استهلاك أسرة مغربية من هذه المادة الحيوية.
وتهيب حملة الوزارة في هذا الباب بضرورة التعامل بحرص واقتصاد مع مياه الصنبور خلال غسل الأسنان، وعدم تركه مفتوحا طيلة الوقت اللازم لإتمام غسل الفم.
نفس الشيء ينطبق على غسل الأواني، والذي ترافقه عادة سيئة أخرى، تتمثل في ترك الصنبور مفتوحا حتى عند عدم الحاجة إلى الماء.
هذا السلوك يتسبب في إهدار 3 أشهر من استهلاك أسرة مغربية من الماء، لذا فالأولى أن يتم جمع الماء في آنية وإقفال الصنبور قبل بدء غسل الأواني.
أيضا، من العادات السيئة في بيوت بعض المغاربة، تجاهل القطرات التي تنزل من الصنابير، إما لعدم إقفالها بشكل جيد، أو بسبب عطب يطالها.
هذه القطرات، التي تبدو بلا قيمة، تتسبب في ضياع 5 أشهر من استهلاك أسرة مغربية من هذه المادة الحيوية.
هدر الماء في أعمال بسيطة
يستعمل عدد من المغاربة خرطوم المياه لأتفه الأشياء، ومن بينها أعمال التنظيف، مستغلين بذلك قوة دفع الماء، وهي الأعمال التي يمكن أن تتم بواسطة قطعة قماش مبللة أو منشفة.
والمخيف أن هذه العملية تساوي استهلاك شهرين من الماء لأسرة مغربية، علما أن البديل قد يكون أكثر فعالية وأكثر تنظيفاً.
أما تجاهل إصلاح مياه "السيفون" بالمرحاض فيساوي ضيع عامين ونصف من استهلاك أسرة مغربية للمياه، وهو رقم مخيف يدفع للتفكير فعلا في وضع حد لهذا السلوك ولغيره من السلوكات التي تتسبب في ضياع مادة حيوية هي محور الحياة ولا شك.