أثبتت خرجة فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الأخيرة مع قناة أون تايم سبورتس المصرية، عجزَ القنوات الرسمية الوطنية عن تقديم حوارات مشبَعة ومشبِعة للمشاهد.
فمثلُ اللقاء الذي أجراه الإعلامي محمد الليثي كان ينبغي أن يكون على هذه القنوات أولا، وأن تطرح فيه الأسئلة التي يبحث لها الجمهور المحلي والقاري عن إجابات لها فعلا، وليس حواراً من أجل إرضاء الضيف أو تجنب إزعاجه بالمرة.
ولنا في الحوار الذي أجريَ على قناة الرياضية مع الناخب الوطني وليد الركراكي مثل واضح على أن التحفظ الشديد والحرصَ على رضا الضيف يكون هو الهدف الرئيس وليس نقل المعلومات التي يكون المشاهد نهماً إليها بشكل كبير.
ولعله من المعيب أن تكون القنوات الرسمية آخر من يستضيف شخصية مثيرة للجدل كفوزي لقجع، لكن هل، إذا استضافته، ستكون لمقدميها الجرأة على سؤاله عن اتهامه بالكولسة في دهاليز الكاف؟
والحقيقة أن الحلقة كانت ناجحة جدا ليس فقط بسبب المُضيف، بل بسبب الضيف نفسه، والذي عرف عموما بكاريزما ملحوظة، وبقدرةٍ على الإجابة بوضوح وبشكل قاطع يضع حدا للتساؤلات.
ويكفي قول لقجع أنه لو كان يتحكم في دهاليز الكاف، لكان المنتخب المغربي فاز بكأس إفريقيا الأخيرة، وهي إجابة حاسمة لم تترك للمشككين مجالاً للمناورة.
وإن كانت القنوات الرسمية ملزمة بالكثير من المحاذير، مما يجعل برامجها الحوارية تمتح كثيرا من لغة الخشب، ولا تقدم الكثير للمشاهد، إلا أن وجود قناة ميدي 1 تيفي في المغرب كان يعوض الفراغ الموجود، وكان الأمل كبيراً في أن تسير في هذا الطريق وأن تتحسن سنة عن سنة.
لكن هذه القناة نحتْ منحىً آخر، واضطفت إلى جانب قنوات الإذاعة والتلفزة الوطنية في توجهها ورؤيتها، وكأنها استكانت إلى هذا التوجه السهل، بدل الاجتهاد من أجل تقديم الأفضل.
أصبحت القناة، كما هو واضح مؤخرا، تتخبط في عدد من المشاكل من جهة، وتقدم الكثير من الغث، مع أخطاء وهفوات بدائية لا تليق بقناة في حجمها وإمكانياتها.
ولو كان لقناة أن تستضيف لقجع، أو أي ضيف بنفس ثقله، فهي ميدي1 تيفي، التي كانت تمتلك الجرأة لتسأل كل الأسئلة وتقدم بالتالي للمشاهد كل الأجوبة التي يبحث عنها.
لكن القناة الآن تعاني داخليا، ولا وقت لديها للاجتهاد في مثل هذه الأمور، حيث احتجاجات الصحافيين تتعالى، وحيث التعيينات "المتعسفة" والقرارات "ألمجحفة" تطال صحافييها الذي خرجوا عن صمتهم أكثر من مرة في بيانات وبلاغات رافضة لما تقوم إدارتها الحالية.
لقد قررت ميدي1 تيفي، بمسؤوليها الحاليين، التخلي عن دورها الأهم، وسد الفراغ الذي كان يشهده الإعلام الوطني، وتفرغت لاستنزاف العاملين بها، مما أدى بشمعتها إلى أن تذويَ وتذوب.. وتنطفئ نهائيا.