التباكي ونظرية المؤامرة لا تنتهي لدى عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، حتى وهو خارج الأغلبية الحكومية الآن.
يظن الرجل أنه مستهدف دائما، وأن الآخرين يكيدون له، ويظل يلمز ويهاجم، لكن في الغالب دون أن يتلقى ردا، بعد أن أصبح كلامه وصمته سيان.
بنكيران، مثلا، غاضب من القناة الثانية ويرى أنها لا تحضر لقاءاته ولقاءات حزبه، ويعتقد أن في الأمر نية مبيتة، بينما كان ينبغي عليه، كرئيس حكومة سابق، أن يتعالى على هذه الأمور.
بنكيران عندما قال هذا كان بجانبه ميكروفون الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وهو ما يعني عدم الحاجة لحضور قناة عمومية أخرى، وقد يبث اللقاء فعلا على دوزيم دون حاجة لحضور ميكروفونها.
في هذا، يختلف بنكيران عن عزيز أخنوش، رئيس الحكومة الحالي، الذي لا يختبئ وراء خطاب المظلومية، ولا وراء التماسيح والعفاريت.
ولو كان أخنوش يفكر كابن كيران، كان أول ما سيفعله هو اعتبار الرابور "ديزي دروس" أول أعدائه، وأنه عدو مرسل من طرف الآخرين لتشويهه.
فهذا الرابور قال في أخنوش ما لم يقله مالك في الخمر، لكنه، مع ذلك، نجده متواجدا في برنامج على القناة الثانية، ، في لجنة تحكيم برنامج لمواهب الراب.
ديزي دروس في أغنيته "مع العشران" يوجه نقدا حادا، وربما جارحا، لأخنوش وبكلمات قاسية، ولكن مع ذلك ها هو يتواجد في قناة وطنية دون أي عقد أو أحقاد.
لعبة السياسة معروفة جدا، ومن دخلها عليه أن يتحمل كل شيء وأي شيء، وفي الغالب دون أحقاد شخصية ودون لعب دور الضحية، ومن كان يسعى لأن يرضى عنه الجميع ويشهدوا له بالكفاءة وبأنه "رئيس الحكومة الذي لا ينسى المواطنون اسمه" فعليه حقا أن يبحث عن مهنة أخرى.
بين بنكيران وأخنوش فروق كثيرة، يراها بنكيران تصب في صالحه، لكنه لو ركز قليلا لوجد أن أخنوش على الأقل لا يتهم أحدا باستهدافه.
في الوقت الذي لا يتهم فيه أخنوش بنكيران بأي شيء، إلا فيما ندر، فإن بنكيران لا ينفك يذكر تسبب رئيس الحكومة الحالي فيما عرف بـ"البلوكاج" الحكومي.
وفي هذا، يتناسى بنكيران دور رفيقه في الحزب مصطفى الرميد في هذا البلوكاج، ولا يتراءى له سوى أخنوش، الذي وصفه – عندما كان في حكومته – بأوصاف تتعارض تماماً مع ما يتهمه به الآن، مطبقا بذلك شعاره الأزلي "من معنا فهو ولد الناس.. ومن ضدنا فهو غير ذلك !".