اعتبرت صحيفة "The Australian" في ردها على بلاغ وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن هذا الأخير كان بلغة غامضة وأن الوزيرة تحدثت كثيرا بينما كان يمكنها أن تقول، على غرار طريقة مغني الراب شاكَي، أنها لم تكن هي.. It wasn’t me.
والحقيقة أن بنعلي تأخرت فعلا في إصدار بلاغ، بينما كان يمكنها أن تجيب بكل اقتضاب على أسئلة الصحافيين بالبرلمان وأن تقول أنه لا علاقة لها بالصورة وبالاتهام لا من قريب ولا من بعيد في حينه.. أو- دعنا نقتبس من الأستراليين- تقول: لم أكن أنا !
بنعلي، التي تأخرت يوما كاملا قبل إصدار بلاغ في موضوع حساس للرأي العام المغربي، اختارت طريقا طويلا نوعا ما ضمنته بجملة غامضة مفادها أن الاستهدافات انطلقت منذ عام، ولا أحد يعلم ماذا قصدت، وفيمَ تمثلت هذه الاستهدافات بالضبط؟ ومن طرف من؟ ولماذا هي بالذات؟
عندما يتعلق الأمر بأمور تهم الرأي العام، وليس بالحياة الشخصية، فإن الغموض لا يفيد، ولا بد من أن تقدم الوزيرة توضيحات كافية.
إذا كانت الوزيرة تتحدث عن استهداف خارجي، فيجب أن يكون بلاغها ضد الصحيفة الأسترالية بشكل مباشر، لأنها ببساطة هي أول من نشرت الخبر، بينما نقلت الصحف الوطنية ما تم نشره كما هو.. والقاعدة تقول "ناقل الكفر ليس بكافر".
المشكلة أن الصحيفة الأسترالية تناولت الموضوع من باب ما يعرف لديهم بـ"صحافة المشاهير"، باعتبار أن الثري أندرو فورست، شخص مشهور ومثير للجدل، والصحافة تتابع أخباره أولا بأول، ولم يكن الهدف هو بنعلي إطلاقا.
إنما هو، فقط، حظها السيء الذي وضعها في طريق الصحيفة التي رأت أن المواصفات الجسدية للشخص المرافق لأندرو فورست تنطبق عليها، خصوصا أنها كانت تتواجد حينها في باريس.
إذن فبنعلي تتحدث عن استهداف من الداخل، فمن هي الجهة التي تستهدف بنعلي منذ عام، ولماذا تستهدف بنعلي دون غيرها؟
أسئلة كان على البلاغ أن يجيب عنها رفعا للغموض واللبس، في الوقت الذي تبقى الحياة الشخصية للأشخاص مقدسة وغير قابلة للمساس، ما لم ترتبط بالمصالح العامة بشكل أو بآخر.