فجأة ودون سابق إنذار خرجت الصحافة الأسترالية، خصوصا صحيفة "The Australian" باتهام مباشر لوزيرة الانتقال الطاقي المغربية ليلى بنعلي، مع صورة غامضة ضبابية لما تدعي أنها "لحظة حميمية" مع الملياردير الأسترالي.
ولكون الصحافة الغربية تمتلك من العراقة ما يسمح لها بألا تتجرأ على حياة الآخرين الخاصة إلا بدلائل، فقد بدا أن الصحيفة الأسترالية تعمدت نشر صورة أولى فقط من باب الإثارة المسموح بها في الصحافة، على أن تنشر دلائل أخرى لاحقا تؤكد مزاعمها.
حياة المشاهير
ظاهريا يبدو أن المقصود بالخبر هو الملياردير الأسترالي أندرو فورست، مالك مجموعة Forestcue العملاقة التي تأسست سنة 2003 من طرف صاحبها وتشغل أكثر من 11 ألف مستخدم حول العالم.
فورست، الشهير بلقب Twiggy، من المشاهير الذين تتابع الصحافة الأسترالية حياتهم، ومن الطبيعي أن يلاحقه البابارتزي من أجل الكشف عن جديد حياته الشخصية خصوصا.
الرجل مثير للجدل، ويعتبر مادة دسمة لصحافة التابلويد خصوصا، والصحافة بشكل عام، ويكفي أنه حاليا منفصل عن زوجته نيكولا التي دام زواجه بها 31 عاما.
كل هذا جيد ولا يعني المغاربة عموما في شيء، إلا إذا استثنينا أن المجموعة التابعة للرجل دخلت، قبل حوالي شهر، في مشروع مشترك مع المكتب الشريف للفوسفاط لتوريد الهيدروجين الأخضر والأمونيا والأسمدة إلى الأسواق الدولية.
لكن الحياة الخاصة تبقى مختلفة، ولا يمكن إقحامها في المشاريع الاقتصادية، ما لم يتضح العكس.
الباباراتزي
بدون دليل واحد إذن، خرجت الصحافة الأسترالية بخبر علاقة مزعومة تجمع الوزيرة المغربية بالملياردير الأسترالي مرفوقة بصورة يظهر فيها فورست، لكن لا تظهر فيها مرافقته، ووجهها مغطى بشكل كامل.
في مثل هذه الحالات، تتكلف صحافة المشاهير، بمصوريها المعروفين بالباباراتزي، بالتقاط أكثر من صورة، أو، في أسوء الأحوال، صورة واحدة – لكن واضحة – للمعنيين بالأمر.
لكن باباراتزي الصحافة الأسترالية لم تفعل هذا، علما أن صحيفة "The Nightly" وصفت بدقة ما قام به فورست مع مرافقته في تلك الأمسية، إلى غاية لحظات دخولهما أحد الفنادق الفاخرة معا، والذي تبلغ تسعيرة المبيت فيه لليلة الواحدة 1300 دولار.
فما الذي جعل هذه الصحافة، التي تابعت الثنائي، واطلعت على كافة التحركات والتفاصيل، تعجز عن الإتيان بصورة واضحة للوزيرة التي تزعم أنها كانت ترافق فورست؟
الجواب هو أن الصحافة الأسترالية، على ما يبدو، اعتمدت على الإشاعات، ولم تقم بعملها كما يجب، وقامت بإرسال الاتهامات كما اتفق، لأسباب تبقى مجهولة لحد الآن.
تحرك بنعلي
خرجت بنعلي بعد ما حدث ببلاغ واضح، وأنكرت فيه بكل ثقة أية علاقة لها بالصورة، في الوقت الذي كانت الصحافة الأسترالية تستعمل عبارة "التي قد تكون ليلى بنعلي" في حديثها عن المرأة المرافقة لفورست.
تركت الصحافة الأسترالية هامشا للشك، بينما خرجت الوزيرة ببلاغ واضح لا لبس فيه، وهو ما يعني أن هناك مساسا بالحياة الشخصية لوزيرة مغربية من طرف الصحافة الأسترالية.
هذا الأمر يقتضي من مكتب بنعلي التحرك فعلا من أجل إرغام الصحيفة الأسترالية على الخروج بتوضيح أو اعتذار، ولم لا نشر بلاغ الوزيرة كما هو في نفس مكان نشر الإشاعة الأولى، كما تقتضيه أخلاقيات مهنة الصحافة.
إما هذا، وإما أن تخرج الصحافة الأسترالية بدلائل أقوى، وهو ما يبدو أنها لا تملكه.