تتعدد جوانب استعداد المغرب لكأس العالم، وتشمل عددا لا يحصى من المجالات والقطاعات التي ينبغي أن تواكب وأن تكون جاهزة عند حلول الموعد العالمي المرتقب سنة 2030.
وتبقى الملاعب على رأس هذه المنشآت التي ينبغي أن تكون جاهزة بشكل كامل قبل انطلاق الكأس، باعتبارها المحتضن الأول للتظاهرة والمكان الرئيس للمباريات.
لكن، بالموازاة مع هذه الملاعب، هناك منشآت توازيها في الأهمية لم يتم الحديث عن إنجازها أو تجهيزها للحدث، وهي ساحات الفرجة العامة.
ونحن نتابع هذه الأيام حدث كأس أوروبا لكرة القدم، يمكن أن نلاحظ أن كل المدن الألمانية، تقريبا، جهزت ساحات ضخمة للمتفرجين الذين تعذر عليهم اقتناء تذاكر المباريات أو تعذر عليهم دخول الملاعب لسبب أو لآخر.
هذه الساحات، كما هو واضح، أصبحت فعلاً ملاعبَ ثانية موازية، وأصبحت توفر من الفرجة والحماس الجماعي نفس ما توفره الملاعب، وبالتالي فالتفكير في تجهيزها ينبغي أن يكون حاضرا بقوة.
أما عن مواصفات هذه الساحات فهي، عموما، ينبغي أن تكون ذات مساحة شاسعة، وبشكل يسمح بوضع شاشات مكعبة ضخمة في الوسط تسمح للمشاهدين بالفرجة أيا كان موقعهم.
إذا تسنى توفير مدرجات محيطات بالشاشات الضخمة، فستكون الأجواء أروع وستتضاعف حماسة الفرجة داخل الملاعب وخارجها.
طبعا، ناهيك عن عدد من المواصفات الأخرى التي ينبغي توفيرها في هذه الساحات تبقى متروكة لأهل الاختصاص من مهندسين ومصممين وغيرهم.
من ميزات هذه الساحات أنها ستسمح للمدن الصغرى بالاستفادة من أجواء كأس العالم، ولن يبقى حكراً على المدن المستضيفة وهي طنجة والدار البيضاء وأكادير ومراكش وفاس والرباط.
يمكن أن نتخيل فضاءات شبيهة في ساحة وطاء الحمام بشفشاون مثلا، وبساحة الفدان بتطوان، ربما ساحة الحسن الثاني بمدينة الداخلة... وغيرها وغيرها.
هذا لا يمنع من استغلال ساحات المدن المستضيفة أيضا، كساحة جامع الفنا أو ساحة الأمم بطنجة أو ساحة الحمام بالبيضاء....
المهم، أن وجود "ملاعب موازية" هو نقطة هامة جدا لا بد أن تلفت إليها اللجنة المغربية لكأس العالم 2024، وأن تفكر من الآن – إضافة إلى تجهيز وتشييد الملاعب – في توفير هذه الساحات بشروط جمالية تجعل من الفرجة في مدن المغرب حدثا لا ينسى.