مشاكل التاكسيات في المغرب.. حكاية عمرُها عقودٌ يُنتظر أن تنتهيَ قبل 2030

 مشاكل التاكسيات في المغرب.. حكاية عمرُها عقودٌ يُنتظر أن تنتهيَ قبل 2030
آخر ساعة
الجمعة 26 يوليو 2024 - 15:36

لا تنتهي مشكلة من مشاكل الزبائن مع التاكسيات في المغرب إلا لتبدأ أخرى.

وتختلف المشكلات تبعا للمدن والمناطق، وتبعا لنوعية التاكسيات، لكنها تتشابه في بعض النقاط التي تشكل أرقا حقيقيا للزبون بالدرجة الأولى، ثم للسلطات بدرجة ثانية.

قد يكون القانون المكتوب واضحاً، بل وربما حتى العقوبات المترتبة عن أي خرق من الخروقات، لكن تطبيقه ظل بعيداً دائما عن الواقع، لأسباب مختلفة، على رأسها عدم رغبة الزبون نفسه في بذل مجهود كبير خوفا من ضياع الوقت والمجهود في مسألة تبدو "بسيطة"، لكنها في الحقيقة صداع في رأس قطاع النقل بالمغرب.

لكن، قطاع النقل بسيارات الأجرة أصبح الآن رهاناً من رهانات المملكة وهي تنتظر تنظيم كأس العالم سنة 2030.

وفي ظل غياب قانون منظم لتطبيقات النقل، لحد الآن على الأقل، فإن قطاع سيارات الأجرة سيحتاج فعلاً لقوانين صارمة تحفظ للزبون والسائق حقوقهما.

ولعل واحدا من أكثر المشاكل شيوعا، وتشترك فيها كل المدن، هي رفض السائقين نقل الزبائن إلى بعض الوجهات، أو رفض إركاب ثلاثة أشخاص دفعة واحدة، وهو ما يراه الزبائن غير قانوني، ومرفوض بتاتا.

ومن المشاكل الأخرى التي يعاني منها الزبائن في مختلف المدن، هو تمنع بعض السائقين عن حمل 3 أشخاص، بحجة أن ذلك يضيع عليهم فرصة حمل زبائن آخرين في الطريق، وبالتالي الرفع من قيمة الربح اليومي.

ويتصرف الكثير من السائقين بفجاجة كبيرة مع الزبائن، ويعلنونها بصراحة أنهم لا يستطيعون حملهم إلى وجهاتهم، أو يقومون أحيانا بالانطلاق بمجرد اكتشاف أن الأمر يتعلق بـ3 أشخاص، وهو ما يجعل الزبون متضررا فعلا، معنويا وقانونيا.

وقد انتشرت أخبار، مؤخرا، عن فرض السلطات في بعض المدن غرامة على التاكسيات التي تمتنع عن إيصال الزبائن إلى وجهاتهم بحجج مختلفة، كالزحام أو المسافة أو غيرها.

بل إن الأمر، وفق تقارير إعلامية محلية متفرقة، قد يصل إلى درجة الحجز على هذه السيارات في حالة رفضها لطلب الزبائن بغض النظر عن وجهاتهم.

وفي ظل المنافسة الشرسة التي بات يعرفها قطاع التاكسيات من طرف تطبيقات النقل، يبقى غريبا هذا الرفض أو هذا التعامل من طرف بعض السائقين، الذين يفترض فيهم تحسين المعاملة أكثر بهدف جلب مزيد من الزبائن.

هذه القوانين الزجرية، إن تم تفعيلها مسطريا بشكل واضح، ستخفف كثيرة من وطأة ما يعانيه الزبائن المغاربة مع التاكسيات، صغيرها وكبيرها، وستكون خطوة أولى نحو تحسينه بشكل كبير، كي يصل الأمر إلى تقديم أفضل أداء قبل حلول السنة المصيرية 2030، التي ستعرف توافد عدد غير مسبوق من الجماهير لحضور الحدث الكروي التاريخي.. كأس العالم.