قالت غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، إن الذكاء الاصطناعي يوفر للمعلنين إمكانيات كبيرة ومهمة تتمثل في صناعة المحتوى بشكل أكثر فعالية، مؤكدة أن هذا لا يشكل أي خطر على سوق صناعة المحتوى، وأنه "يسرعه فقط".
وأضافت الوزيرة، في كلمتها خلال افتتاح النسخة السادسة من القمة الإفريقية الرقمية، صباح اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أنه، في المغرب، لا زالت هناك مساحة كبيرة جدا للاشتغال، خصوصا من أجل إبراز الثقافة المغربية، من خلال محتوى يمثل المغرب.
وعرجت مزور على الاستراتيجية الوطنية للانتقال الرقمي التي أطلقها المغرب مؤخرا، والتي تجيب على سؤال، من بين أسئلة أخرى، "كيف يمكن الاستفادة من الاستراتيجية في مهنتي"؟
وفي هذا الصدد، كشفت الوزيرة أن الاستراتيجية ستواكب، بالدرجة الأولى، المواهب الشابة التي وضعتها في صلب اهتماماتها، وأنها "المحرك الكبير للانتقال الرقمي في المغرب"، مبرزة أن هناك ثراءً حقيقيا في هذا الباب، مستعرضةً عددا من الجوائز التي فاز بها مغاربة، محليا وعالميا.
ومن أهداف الاستراتيجية، بهذا الخصوص، تضيف مزور "الوصول إلى 100 ألف خريج متخصص في مجالات الرقمنة، بعد أن كان العدد، سنة 2022، هو 14 ألفا".
وأضافت مزور أنه، من جهة ثانية، تستهدف الاستراتيجية الشركات الناشئة، "ليس على سبيل 'الموضة' فقط، بل إن هذه الشركات ذات مردود اقتصادي حقيقي، وأن أشهر الشركات العالمية الحالية في مجال التكنولوجيا انطلقت كشركات ناشئة".
وأخيرا، أكدت مزور أن البنية التحتية هي ثالثة الأعمدة في الاستراتيجية، خصوصا على مستوى الحوسبة، والتي تم، حاليا، جلب عدد من الفاعلين العالميين من أجل تفعيلها أكثر على المستوى الوطني.
من جهته، استعرض عبد اللطيف ميرواي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تاريخ النقلات الحضارية التي عرفتها البشرية في القرون الأخيرة، موردا أن هذه الفترة تشهد ميلاد ثورة جديدة تمثلت في الإنترنت ثم الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن الفواصل الزمنية بين هذه الفترات أصبحت قصيرة جدا، وتتغير على مدى عقود قصيرة، بعد أن كان الأمر يحتاج قرونا لحدوث ثورة جديدة.
وأبرز ميرواي أنه، رغم التحديات والعقبات، إلى أن ثروة الشباب تستدعي من وزارته، والحكومة عموما، الاستثمار فيها إلى أقصى حد، والتعامل مع الجيل Z ثم الجيل Alpha، موردا أن الأمر يتعلق بتحدي صعب لكنه أيضا فرصة حقيقة لمواكبة المستجدات العالمية.
ولمواكبة ما سلف، أبرز ميراوي أن الجامعة المغربية ركزت على محو الأمية الرقمية، من خلال برامج ومخططات تساعد الطلبة على التطور في هذا الميدان ومواكبته بغض النظر عن تخصصاتهم.
كما أشار ميراوي إلى إحداث المعهد الوطني للبحث العلمي والتكنولوجي بفاس، والذي يضم 30 بنية تحتية، "وسيشكل لبنة أساسية للمساهمة في إنجاز الدراسات والخبرة لفائدة الفاعلين السوسيو اقتصاديين مع الانفتاح على الشركاء الدوليين".
وتتواصل فعاليات القمة الإفريقية الرقمية، بمدينة الدار البيضاء اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء 9 أكتوبر، وهو حدث سيجمع اللاعبين الرئيسيين في القطاع الرقمي الأفريقي.
وقد تم اختيار "الذكاء الاصطناعي بين التحديات والفرص للتنمية المستقبلية في أفريقيا" كموضوع رئيسي لهذه النسخة السادسة، وفق ما أعلنه تجمع المعلنين المغاربة، الذي ينظم هذا الحدث.
ويشارك في هذا الحدث، الذي ينظم تحت رعاية الملك محمد السادس، 3 آلاف مشارك و70 متحدثاً، 40% منهم من النساء. ويتوقع المنظمون زيادة كبيرة في المشاركة مقارنة بالعام السابق، عندما ضمت فعاليات ADS أكثر من 2.800 مشارك من 47 دولة، من بينهم 27 أفريقيًا و65 خبيرًا دوليًا.