يحتفل المرصد الوطني لحقوق الطفل بالمغرب، بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، وهو يسعى، بتوجيهات الأميرة للا مريم، إلى توفير بيئة داعمة يمكن من خلالها لكل طفل التمكن من التغلب على الصعوبات التي يواجهها والنمو بشكل سليم.
ومن خلال الآلية الوطنية للتكفل النفسي بالصدمات النفسية لدى الأطفال، وبالإضافة إلى المبادرات المبتكرة والشراكات الاستراتيجية، يضع المرصد الصحة النفسية في صميم اهتماماته طيلة السنة، إيمانا منه بأن النمو المتكامل لكل طفل يستند على مرافقة مناسبة واستجابة سريعة في حالات الأزمات.
آلية وطنية لتجاوز الصدمات النفسية
اعتمد المرصد الوطني لحقوق الطفل خلال السنة الماضية، ديناميكية جديدة من خلال إطلاق الآلية الوطنية للتكفل النفسي بالصدمات النفسية لدى الأطفال، تستند على ثلاثة محاورَ، تتمثل في جهاز وطني استعجالي للتكفل النفسي بالصدمات عقب الكوارث الطبيعية أو البشرية، إضافة إلى العمل على تقوية قدرات المهنين، المتعاملين مع الأطفال، في مجال الصحة النفسية، وأخيرا الوقاية من المشاكل النفسية لدى الأطفال.
هذه الآلية مصممة لتقديم استجابة سريعة ومنظمة لحالات الطوارئ النفسية لدى الأطفال بهدف تلبية الاحتياجات الأنية للأطفال المتضررين من الكوارث البشرية أو الطبيعية.
وفي هذا الصدد، وأثناء زلزال الحوز، ومنذ الأسابيع الأولى، قامت الألية الوطنية للتكفل النفسي بالصدمات النفسية لدى الأطفال بتعاون مع الاتحاد الوطني لنساء المغرب، من تقديم خدمات نفسية استعجالية فعالة بكل من إقليم تاليوين، ورزازات، وأزيلال لفائدة أكثر من 125 طفل(ة) وأمهاتهم ممن تضرروا من الزلزال.
شراكات استراتيجية والتزام جماعي
مكن توقيع المرصد لشراكات استراتيجية مع جمعيات من الممارسين المعترف بهم، فضلاً عن مختلف الهيئات الحكومية وغير الحكومية مثل المجلس الأعلى للسلطة القضائية والاتحاد الوطني للنساء المغرب ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة الشباب والثقافة والاتصال ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، من توفير إطار قوي للمرصد الوطني لحقوق الطفل لمرافقة الأطفال بشكل دائم وفعال.
كما نظم المرصد الوطني لحقوق الطفل، في شهر يناير، يومين من الورشات التشاورية حول موضوع صحة الطفل النفسية بالمغرب، شارك فيها 270 متخصصا في الصحة النفسية لتحديد الاحتياجات والعوائق التي تحول دون تقديم رعاية نفسية أفضل للأطفال.
تكوين ومشاركة وابتكار
أكدت إحدى أهم التوصيات المنبثقة عن الورشات التشاورية على ضرورة تعزيز قدرات العاملين في مجال الصحة النفسية الذين يتعاملون مع الأطفال.
وفي هذا الصدد، عمل المرصد الوطني لحقوق الطفل، خلال الفترة الممتدة من أبريل إلى سبتمبر 2024 بتكوين أكثر من 875 إطارا من مختلف الوزارات، بالإضافة إلى 105 مهني في قطاع الصحة متخصص في الصحة النفسية الناجمة عن الصدمات.
من بين هؤلاء 77 تطوعوا للعمل ضمن الآلية الوطنية للتكفل النفسي بالصدمات النفسية لدى الأطفال، مساهمين بخبراتهم الميدانية لتلبية احتياجات الأطفال الأكثر ضعفاً.
كما قام المرصد الوطني لحقوق الطفل بتحسيس 398 طفلاً عضواً في برلمان الطفل حول تحديات ومحددات الصحة النفسية، مع اطلاعهم على الآليات الجديدة التي وضعها المرصد الوطني لحقوق الطفل في إطار الآلية الوطنية للتكفل النفسي بالصدمات النفسية لدى الأطفال.
وفي ظل رؤيته المستندة على الابتكار، أطلق المرصد الوطني لحقوق الطفل النسخة الأولى من مسابقة البرمجة "e-Tofoula"، والذي جمع طلاباً ومهنيين في مجال الصحة النفسية وأطفالاً بهدف ابتكار حلول رقمية.
وقد أتاحت هذه المسابقة تحصيل 12 تطبيقاً مبتكراً، خمسة منها في إطار التطوير حالياً، وذلك بغرض إثراء الأدوات المتاحة في مجال التكفل ورعاية الأطفال المعرضين للخطر.
أسبوع للصحة النفسية وملتقى علمي
أطلق المرصد الوطني لحقوق الطفل أول "أسبوع للصحة النفسية" في ماي 2024، مسلطًا الضوء، خصوصا، علىالأمهات الحديثات والتلاميذ.
وبفضل شراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تم إنتاج سلسلة من الفيديوهات التعليمية بتقنية الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، بعنوان "مدرسة الأمهات"، وتم بثها لأكثر من 3000 أم شابة عبر 250 دارًا للأمهات، للتوعية بأهمية الارتباط بين الأم والطفل والصحة النفسية للأم.
كما تم نشر برنامج مخصص للقلق المدرسي في 3300 مؤسسة تعليمية في جميع أنحاء المملكة، لتزويد المعلمين والتلاميذ بأدوات عملية للوقاية من القلق وإدارته في الوسط المدرسي، وذلك بفضل شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وبمناسبة اليوم الوطني للطفل، في 25 ماي 2024، نظم المرصد الوطني لحقوق الطفل ملتقى علمياً جمع خبراء وطنيين ودوليين حول موضوع "الصحة النفسية: حق لكل طفل".