منذ أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها الرسمي بمغربية الصحراء، مرورا بموقف فرنسا الأخير، الذي يعد تحولا دبلوماسيا لافتا بالنظر إلى ثقلها كعضو دائم في مجلس الأمن، باتت الأنظار تتجه نحو المملكة المتحدة، القوة العالمية المؤثرة، لترقب موقفها من هذا النزاع الذي طال أمده.
وفي ظل المكانة التي تحتلها بريطانيا في صياغة القرارات الأممية ودورها المحوري داخل مجلس الأمن، بات التساؤل قائما حول ما إذا كانت المملكة المتحدة ستسير على خطى حلفائها التقليديين وتتخذ موقفا تاريخيا يعزز مسار الاعتراف بمغربية الصحراء.
خطوة كهذه، وبحسب مراقبين، قد تعيد تشكيل العلاقات بين الرباط ولندن، ليس فقط على المستوى السياسي، بل أيضا على مستوى التعاون الاقتصادي والاستراتيجي، فاتحة آفاقا واسعة لشراكات استراتيجية أعمق في مختلف المجالات.
وتعليقا على الموضوع، قال محمد عطيف باحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية، إن "العلاقات بين المغرب والمملكة المتحدة تطورا ملحوظا يعكس رغبة مشتركة من الجانبين في تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما". لافتا إلى أن هذه "العلاقات تغطي مجالات متعددة تشمل الاقتصاد، الطاقة، والأمن، مما يعكس التفاهم السياسي المتبادل بين البلدين".
وأكد عطيف في تصريح لـ "آخر ساعة"، أن "المملكة المتحدة تعد من الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية".
وأضاف المصدر ذاته بالقول إن هذا الدعم "يعزز موقع بريطانيا كعضو دائم في مجلس الأمن، حيث تسير مع حلفائها، مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، في تبني مواقف داعمة لمغربية الصحراء".
وأفاد المتحدث ذاته، بأنه "من المتوقع أن تتخذ بريطانيا موقفا واضحا وصريحا بشأن قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية في المستقبل القريب".
ولفت الباحث في القانون الدولي والعلاقات الدولية، إلى ظهور دعوات داخل الأوساط السياسية البريطانية للاعتراف بمغربية الصحراء، وهو ما يشير بحسب المتحدث، إلى توجه نحو تعميق العلاقات الثنائية.
واعتبر المحلل السياسي في معرض تصريحه، أنه "في حال اتخاذ موقف رسمي بهذا الشأن، قد تتجه العلاقات بين البلدين نحو آفاق جديدة تشمل فتح قنصلية بمدن الصحراء المغربية، وهو ما من شأنه تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الجانبين".
وأوضح المتحدث في ختام تصريحه، أن "رؤية بريطانيا تستند إلى بناء شراكات استراتيجية مع المغرب، باعتباره دولة رائدة تسعى إلى تحقيق الأمن والسلام والازدهار المشترك".