خلف تنقيط الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الذي منحه لمدينة طنجة، والذي أظهر ضعفاً كبيراً على جل المستويات، مقارنة بالمدن الأخرى، ردود فعل لدى الساكنة عموما، ولدى المهتمين بالشأن المحلي.
واعتبر هؤلاء أن مدينة طنجة، بكل الهالة الاقتصادية التي تحيط بها، فشلت في أول اختبار حقيقي وأظهرت أنها في حاجة إلى الكثير جدا من التطوير الحقيقي على أكثر من صعيد، كي تصبح مؤهلة لمنافسة المدن العالمية.
ورغم أن باقي المدن المغربية، تعاني من مشاكلَ شبيهة، إلا أن طنجة كانت "الأسوأ" على مستوى التنقيط، خصوصا في جزئية الإقامة والمواصلات.
وحصلت مدينة طنجة على 4 نقاط من أصل 5 بخصوص الملاعب و3.4 بخصوص ساحات المشجعين، بينما حصلت على تنقيط ضعيف جدا على مستوى المواصلات (2.6) والإقامة (2.2).
مشاريع غير مكتملة وبنية تحتية تتدهور !
يرى محمد سعيد القادري، جمعوي مهتم بالشأن المحلي، أن تنقيط الفيفا "لم يكن مفاجئا، وأن العكس هو ما كان سيعتبر غريبا".
ويضيف القادري، في تصريح لموقع 'آخر ساعة': "هو في العمق تنقيط هام جدا لأنه سيعطي المسؤولين الرتبة الحقيقية والنظرة 'الإحترافية'، إن صح القول، لما وصل اليه تدبير الشأن المحلي لإحدى أعرق المدن، ليست على الصعيد الوطني فقط، بل لأعرق المدن بحوض الأبيض المتوسط على الأقل".
وتابع القادري "ما نراه من مشاريع لا تكتمل وأخرى تبدأ دون سابق إشعار هو أمر مثير للقلق، بينما البنية التحتية لجل الشوارع في تدهور مستمر: الحفر، الأزبال، الإنارة المنعدمة، المدارات السيئة التدبير، حركة المرور المزعجة للمارة وللسائقين، غياب ممرات خاصة بالراجلين في عديد من الطرقات الخطيرة، كثرة الاكتظاظ طوال السنة وهو الأمر الذي كنا نعانيه فقط سابقا في فصل الصيف".
وواصل المتحدث "ينضاف إلى كل هذا غلاء المعيشة، وتدهور العمران في عديد من الأحياء، وكذا انتشار البناء العشوائي، والذي لم يعد فقط في ضواحي المدينة، إضافة إلى انعدام المرافق الصحية بمدينة تعتبر سياحية".
ويخلص القادري إلى أن التنقيط قد يكون فرصة للمسؤولين للوقوف على مسؤولياتهم وتجنب تكرار تجربة معرض طنجة الدولي، والذي حرمت منه لسبب بسيط هو غياب المرافق الصحية، واليوم، بعد أكثر من 12 سنة، مازال المسؤول في سبات عميق".
غياب فضاءات المشجعين
من جانبه، اعتبر الفاعل الجمعوي حسن الزروالي أن مدينة طنجة "رسبت في الاختيار، ليس أمام مدن إسبانيا والبرتغال فقط، بل حتى أمام المدن المغربية المرشحة للمونديال، رغم أنها كانت تعتبر في نظر كثيري الأروع والأجمل، وأنها هي التاريخ والحضارة، وبوابة المغرب نحو أوروبا".
وبخصوص التقييم، خصوصا ما يتعلق بالسير والجولان، يقول الزروالي، في تصريحه لـ"آخر ساعة"، إن الوضع في المدينة "كارثي فعلا"، مضيفا أن هذه المعاناة كانت في السابق زمنيا، في فصل الصيف، ومكانيا، فقط في ملتقيات الطرق والنقاط السوداء، "لكن الآن أصبح الأمر عاما وفي كل الطرق والشوارع، بما فيها الأحياء الهامشية، وبالتالي لا توجد أية سلاسة في السير بالمدينة كلها".
بالنسية لوسائل النقل، يضيف المتحدث، "طنجة لا تمتلك وسائل نقل متنوعة أصلا، فقط هناك شركة واحدة بحافلات مهترئة.. أين اختفى مشروع الطرامواي يا ترى؟ وغيره من المشاريع؟ والخطير جدا أننا نتحدث هنا عن مشكل التنقل بالنسبة لساكنة المدينة، فما بالك بالنسبة للزوار والسياح؟".
وأورد الفاعل الجمعوي أن الإقامات السياحية بطنجة على رؤوس الأصابع، ولا يمكن الحديث عن أي اكتفاء أو إشباع في هذا الباب، "وبالتالي فإن التقييم كان موضوعيا جدا وصحيح".
ويستدرك الزروالي "هناك مسألة أخيرة في نقاط التقييم، وهي فضاءات المشجعين، والتي لا تمتلك منها طنجة للأسف، على قدر علمي، إلا ساحة الأمم، وهي ساحة تقسمها طريق عمومية لا يمكن قطعها، وبالتالي فهي أيضا لا تصلح.. فلماذا يا ترى لم يفكر المسؤولون في إنجاز فضاء كبير بمنطقة 'النجمة' مصلا، بدل بناء العمارات، وأن يكون هذا الفضاء قريبا من المرافق والمجمعات وفضاءات الترفيه".