الجزائر.. طاح صنصال، علقو "المغرب" !

 الجزائر.. طاح صنصال، علقو "المغرب" !
آخر ساعة
الجمعة 28 مارس 2025 - 12:10

الجميع يعرف النكتة الشهيرة التي تحكي قصة تلميذ كسول لا يجيد الحديث سوى عن موضوع "أنواع الدود"، وفي كل مرة يمتحنه الأستاذ في كتابة إنشاء أو موضوع، ينتهي به الأمر إلى الكتابة عن نفس الموضوع الذي يحفظه ولا يجيد غيره ليصل إلى نتيجة مفادها أخيرا أن ".... الدود نوعان".

وعلى نفس المنوال، يبدو فعلا أن قادة الجزائر قرروا أن كل ما أصابهم من مصيبة، فهي من المغرب، أو يجب أن تكون نتائجها تصب في "المغرب" في كل الأحوال.

وفي الوقت الذي تعاني فيه الجارة الشرقية من وَبال قرارها القاضي بسجن الناشط والحقوقي بوعلام صنصال لـ5 سنوات نافذة، ووسط الانتقادات الشديدة على الصعيد الدولي، لم تجد الجزائر من طريقة لتحويل اتجاه الأنظار، داخليا على الأقل، سوى بطرد نائب القنصل المغربي !

تصدير المشاكل الداخلية عموما ليس جديدا على الجالسين في قصر المرداية، لكنه للأسف يزداد رعونة وتهورا في كل مرة.

ردود الفعل القاسية التي انهالت على حكام الجزائر، بعد الحكم على صنصال، جعلتهم في حالة من التوهان والحنق، وبدل تحمل المسؤولية، لم يقوموا سوى بما يقومون به في كل مرة.. "الدود النوعان".

هو المغرب ولا أحد غيره من سيخرجنا من دوامة النقد الحاد الذي يأتينا من كل حدث وصوب، بسبب صنصال وآخرين غيره من النشطاء الحقوقيين والسياسيين، منهم 200 فرد "طي النسيان"، كما وصفتهم صحيفة "ميديا بارت" الفرنسية.

خطوة تصعيدية جديدة، إذن، ضد المغرب، وإلزام للمسؤول المغربي بالمغادرة، والسبب؟ "تصرفات مشبوهة تتافى مع طبيعة ممارسة مهامه" !

هذا ما جاء في بيان وزارة الخارجية الجزائرية، والعبارة نكتة لا يضحك منها أحد للأسف، لأنه لو كان قد ثبت حقا أن هناك تصرفات مشبوهة من طرف الرجل، لكان حكام الجزائر قد أقاموا حفلة شبعوا فيها نقداً وتجريحا في البلد "الجار".

 لكن للأسف، واضح جدا أن الأمر يتعلق بمجرد تصعيد آخر بدون معنى، وبحث عن رد فعل من المغرب، الذي لا زال لحد الآن يستعمل صوت الحكمة إلى أبعد مدى.

فمتى يقرر حكام الجزائر تحمل مسؤولياتهم حقا، ومراجعة أخطائهم، بدل تصديرها للمغرب، بسبب وبدون سبب، في تصرفات تجعل منهم حقا أضحوكة أمام العالم كله، بمنطق "طاحت الصمعة.. علقوا الحجام"، أو بالأحرى "طاح صنصال.. علقوا المغرب".