أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، عن فرض تعريفات جمركية جديدة تشمل فرض ضريبة بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، مع تطبيق تعريفات أعلى على بعض الدول.
وبالنسبة للمغرب، سيتم فرض تعريفات بنسبة 10% على صادراته إلى السوق الأمريكية، وهو ما يعادل النسبة التي يفرضها المغرب على الواردات الأمريكية.
وبلغ إجمالي واردات السلع الأمريكية من المغرب 1.9 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 12.3% (208.3 مليون دولار) عن عام 2023.
تأثير مباشر على الصادرات المغربية
يُعتبر قطاع النسيج والملابس من أبرز القطاعات التصديرية للمغرب إلى الولايات المتحدة، ووفق تقارير متخصصة، فإن فرض تعريفات جمركية بنسبة 10% قد يؤدي إلى زيادة تكاليف المنتجات المغربية في السوق الأمريكية، مما قد يقلل من تنافسيتها ويؤثر سلبًا على حجم الصادرات.
كما تشمل الصادرات المغربية إلى الولايات المتحدة منتجات زراعية مثل الفواكه والخضروات، ومن المؤكد أن التعريفات الجديدة قد تزيد من أسعار هذه المنتجات، مما قد يقلل من الطلب عليها في السوق الأمريكية.
تأثير غير مباشر
على صعيد آخر، قد تؤدي "ضرائب ترامب" إلى تباطؤ في التجارة العالمية، مما قد يقلل من الطلب على الطاقة ويؤثر على أسعار النفط.
وبالرغم من أن المغرب مستورد صافٍ للنفط، إلا أن التغيرات في أسعار الطاقة قد تؤثر على تكاليف الإنتاج والنقل.
إلى ذلك، وبعد إعلان التعريفات الجديدة، قد تبحث الشركات العالمية عن بدائل لتجنب التعريفات الأمريكية، مما قد يؤدي إلى إعادة توجيه سلاسل التوريد.
وفي هذا السياق، قد يظهر المغرب كوجهة محتملة للشركات الباحثة عن مواقع إنتاج جديدة، خاصة في قطاع النسيج والملابس.
وهو ما يظهر بجلاء أن التعريفات الجمركية الجديدة، التي فرضتها الولايات المتحدة، قد تؤثر سلبًا على بعض القطاعات التصديرية في المغرب، إلا أنها قد تفتح أيضًا فرصًا جديدة من خلال إعادة تشكيل سلاسل التوريد العالمية.
المغرب.. "إل دورادو" الجديد
قبل إعلان ترامب، كانت عدد من التقارير الاقتصادية قد أشارت إلى أن المغرب سيكون "إل دورادو" الجديد للعديد من الشركات الأوروبية التي ستختاره لأنشطتها بهدف تجنب ضرائب ترامب القاسية، اعتماداً، خصوصا، على اتفاق التجارة الحرة الذي يربط البلدين.
هذا المعطى لا زال ساريَ المفعول، خصوصا أن المغرب من الدول التي فرض عليها أقل نسبة من الضرائب، وبالتالي قد يكون فعلا "جنة" موعودة للعديد من الشركات، الأوروبية خصوصا، ومن باقي دول العالم عموما.
الجواهري يترقب
سبق لوالي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، أن قال، في ديسمبر الماضي، إن انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة "قد يؤدي إلى تحولات مهمة في العلاقات بين المغرب وأمريكا، وأنها ستوضح الصورة بشكل أكبر للطرفين".
وأضاف، خلال ندوة صحافية، تلت الاجتماع الفصلي لمجلس بنك المغرب أن تسلم ترامب للحكم، سيفضي، بالتأكيد، إلى قرارات حاسمة "يمكن أن تترك تأثيرات إيجابية أو سلبية، حسب التوجه الذي ستسلكه الإدارة الأمريكية".
