يبدو أن الحرارة غير الاعتيادية التي طبعت المغرب خلال صيف هذا العام، ستتجاوز المناخ لتنتقل إلى دهاليز الوزارات ومكاتبها، بعد أنباء عن تعديل حكومي مرتقب في القريب العاجل.
تعديل حكومي لن يكون الأول من نوعه طبعا، بعد أن شهدت هذه الحكومة أسرع تعديل في تاريخ الحكومات المتعاقبة على المغرب، بعد أن تم إعادة خالد آيت الطالب على رأس وزارة الصحة والحماية الاجتماعية خلفا لنبيلة الرميلي.
مجلة "جون أفريك" التي أوردت الخبر، نقلاً عن مصادرها الخاصة، رجّحت بالدرجة الأولى أن يطال التعديل كلا من وزير العدل عبد اللطيف وهبي، و ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف الميراوي.. وأسماء أخرى محتملة.
الاحتمالان الآخران المرجحان بشكل عام يتعلقان بكل من مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلّف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني والناطق الرسمي باسم الحكومة، ويونس السكوري وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات.
أما بخصوص وزير العدل عبد اللطيف وهبي، فمن الواضح أن بديهته لم تسعفه بعد أن أطلق لسانه بتصريحات تحسب عليه وليس له، في غمرة حماسة عابرة، بعد أن أعلن في بدايات تعيينه كوزير عن اعتزامه تقديم ملتمس إلى الملك بالعفو عن معتقلي حراك الريف، قبل أن يتراجع عنه ويكتشف أنه "لا صفة له للقيام بذلك" !
إثارة الجدل، في مدة قصيرة، يبدو أنها صارت ديدناً لوهبي الذي جرّ وراءه أسطولا طويلا عريضا من السيارات في موكب وزاري مهيب، من أجل تدشين مركز قاضي مقيم بقرية تيلوكيت بعمالة أزيلال، شهر يونيو الفارط !
الوزير عبد اللطيف الميراوي، من جانبه، لا زال يتقلّب وسط كوابيس بدأت بقضية تلقي تعويضات من "جهات أجنبية" من أجل الترويج لسياسات تعليمية بعينها، وقضية تلقيه راتبين اثنين، ولم تنته بما حدث في جامعة القاضي عياض من اقتطاع وعاء عقاري بطرق مشبوهة.. وغير ذلك !
وليس الوزير مصطفى بايتاس عن الاثنين ببعيد.. فقد كانت تصريحاته الجافة، طيلة الشهور الماضية، غير مشبعة لفضول المواطنين في أكثر من مناسبة، واكتفى بإلقاء ما لديه من معلومات، دون تجاوب حقيقي وتواصل فعّال كما يفترض بوزير في منصبه.
أخيرا، فقد رشّ برنامج أوراش على الوزير يونس السكوري مياهً باردة في غير ما مناسبة، والذي اعتبره البعض إعادة لتجربة الإنعاش الوطني، مع تسجيل خروقات متفرقة وكثيرة أيضا.
يذكر أن مجلة "جون أفريك" كانت قد أوردت أن اجتماعا سريا جمع بين رئيس الحكومة عزيز أخنوش، والمستشار الملكي فؤاد علي الهمة في 5 غشت الجاري، كان موضوعه الرئيس إجراء تعديل حكومي.
وأضافت الوسيلة الإعلامية، أنه، مباشرة بعد هذا اللقاء، قام فؤاد علي الهمة بالسفر إلى العاصمة الفرنسية باريس للقاء الملك محمد السادس الذي يتواجد هناك بجانب والدته المريضة، من أجل اطلاعه على نتيجة النقاش مع أخنوش بشأن التعديل الحكومي.