كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن مسار زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر، المغلف بالغموض والتصريحات غير المعلنة والمليء بالتغييرات المتكررة في البرنامج، "دليل على أن العلاقة بين باريس والجزائر لم تتحول إلى نهر هادئ طويل بعدُ".
وكتبت الجريدة في مقال تحليلي، أن ماكرون أجاب، حينَ سؤاله عن انتهاكات حقوق الإنسان، التي طلبت منه عدة منظمات غير حكومية من الشتات الجزائري دعمها، بالقول "جميع الموضوعات أثيرت مع نظيره الجزائري فيما يتعلق بالسيادة الجزائرية"، دون توضيحات أكثر.
ورغم أن السلطات الجزائرية ترتاب منهم، إلى أن ماكرون "استقبل، بطريقة ماكرة، عشرات من ممثلي المجتمع المدني، على هامش اجتماعه مع الجالية الفرنسية في مقر إقامة أوليفييه، حيث تم الحديث عن مشكلة التأشيرات، واللغة الفرنسية، وقضايا الذاكرة وصعوبات الوصول إلى العمل" بتعبير الجريدة.
وبخصوص موضوع التأشيرات، خصوصا، صرح ماكرون "فيما يتعلق بهذا الموضوع، والذي يجب التعامل معه بحساسية مشتركة، أعتقد أننا نمتلك نفس الإرادة، فمن ناحية، نحتاج إلى سياسة تجعل من الممكن محاربة الهجرة غير النظامية، لأنه من المعقد جدًا أن نوضح للفرنسيين أننا لم نعد نضع قيودًا على التأشيرات مع وجود الكثير من الهجرة غير النظامية. ومن ناحية أخرى، نريد طريقة أكثر مرونة بكثير للهجرة القانونية كالأسر مزدوجي الجنسية والفنانين والرياضيين ورجال الأعمال الذين يغذون العلاقة الثنائية".
وفيما يتعلق بمسألة الذاكرة، أبرزت "لوفيغارو" أن ماكرون وصف إنشاء لجنة مشتركة من المؤرخين حول الاستعمار والحرب الجزائرية بأنه "تقدم تاريخي"، مؤكدة أن الرئيسين الفرنسي والجزائري تعهدا خلال اجتماعهما بفتح جميع الأرشيفات التي تغطي كامل الفترة 1830-1962، لكن في المقابل، تواصل الصحيفة، كرم إيمانويل ماكرون، الجمعة، قتلى فرنسا في مقبرة بالجزائر العاصمة.