على الباغي تدور الدوائر.
والدوائر دارت على الإعلامي الجزائري بقنوات بي إن سبورت حفيظ دراجي، الذي ما فتئ يلمز في المغرب وشعبه، دون أن يراعي أن المغرب، حتى بجهاته الرسمية، ظل يمد يد الأخوة والودّ طيلة الفترة التي طبعت هذه الأزمة مع جارته الجزائر.
بدأت الحكاية في مواقع التواصل، ولم تنته عند "المقلب" الذي صاغته الناشطة السورية ميسون بيرقدار بدهاء جعل الدراجي يقع بسهولة في الفخ ويفرغ الكثير مما يضطرم في صدره.
البداية كانت عندما سخر الإعلامي فيصل القاسم من نيّة الجزائر تنظيم قمة عربية، حيث كتب "نظام يتآمر مع إثيوبيا ضد مصر.. نظام يتحالف مع إيران ضد العرب.. نظام يعادي جاره العربي المغرب.. ثم قال شو: يريد لم شمل العرب في قمة عربية؟ تركت زوجها مبطوح وراحت تداري ممدوح".
رد الدراجي لم يتأخر بعد أن شعر أن تدوينة القاسم موجهة إليه بشكل مباشر، حيث كتب على تويتر "المهم أننا لا نخون، و لا نبيع وطننا ولا قضيتنا ولا شرفنا، ولا نفتخر بتدمير بلدنا لأجل إسقاط رئيسنا. الجزائر لم تقل بأنها ستلم شمل العرب ، لأنه لن يلملم، في ظل تفشي أنواع خطيرة من المخدرات و المهلوسات، وتزايد حجم التطبيع مع كيان يسعى إلى منع عقد القمة في الجزائر باستعمال عملائه".
اللي فيه الفز كايقفز..
بهذه التدوينة القصيرة بالدراجة المغربية جاء رد فيصل القاسم، والتي تعني طبعا باللهجة السورية "اللي على راسو بطحة يحسس عليها".
ولم تمر تدوينة الدراجي عن "تدمير البلد وإسقاط الرئيس" مرور الكرام، وحملت له هجوما كبيرا من طرف تدوينات لمعارضين سوريين، فعاد بتدوينة أخرى جاء فيها "السوريون أشرف بكثير من كل بياع كلام، محرض و مفتري، و أنا إبن ثورة عظيمة، وشعب عظيم حرر وطنه بكفاحه ، و صنع حراكا سلميا عظيما، أطاح فيه برئيسه، لذلك لا يمكنني أن أكون ضد إرادة الشعوب في التغيير ، لكنني ضد من يفرح لتدمير بلده، وضد من يحرض على بلدي، ويعتبر دعم فلسطين وجع رأس".
هذا الخلط والتراجع في الكلام، أوحى للناشطة السورية ميسون بيرقدار بالاتصال بالدراجي والتظاهر بأنها إحدى المسؤولات بالقصر الرئاسي السوري واستدرجت الدراجي الذي صرح لها أن الإعلامي فيصل القاسم "جزء من النظام المغربي"، وهي العبارة التي جعلته محط سخرية من طرف الكثيرين.
كما قال الدراجي الكثير عن النظام السوري إيجابا والثورة سلباً، مما جعله فعلا في موقف لا يحسد عليه، بعد أن نشرت الناشطة السورية المحادثة كاملة.
ورغم أن الدراجي قام بنشر منشورات بعد ذلك، محاولا أن يثبت أن الأمر يتعلق بـ"أعداء النجاح" إلا أنه قوبل بتعليقات تنتقد جلها ما جاء في حواره مع الناشطة السورية، وكان أكثر الردود انتشارا هو "إذا كنت تتاجر بالقضية الفلسطينية ستفضحك الثورة السورية".