منذ 15 فبراير الماضي بالضبط، كان المشاهد على موعد مع آخر حلقات برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي دأبت قناة الجزيرة على عرضه منذ انطلاقها سنة 1996 بشكل أسبوعي منتظم.
غاب البرنامج إذن دون إشعار مسبق، بعد حلقات أخيرة تناولت بشكل عام الحرب الروسية الأوكرانية والنظام العالمي وأزمة كورونا، وبعد أن توقفت مجموعة من البرامج أيضا إثر نشوب الحرب.
وبزيارة للموقع الرسمي للقناة، نجد أن خانة البرنامج لا زالت موجودة، وأرشيف الحلقات أيضا، لكن دون أي توضيح أو إشارة إلى توقف البرنامج من عدمه.
وعموما، وبعد انتهاء العطلة الصيفية وتحول خبر الحرب الروسية الأوكرانية إلى شريط الأخبار اليومية الاعتيادية، عادت معظم البرامج وبقي برنامج "الاتجاه المعاكس" مجمدا.
ويبدو أن مصير مذيع الجزيرة فيصل القاسم سيكون شبيها بمصير أحمد منصور، أي التوقف عن تقديم أي برامج مع مواصلة الانتماء للقناة مبدئيا وتلقي التعويضات.
وبشكل عام، يبدو أن لمواقع التواصل الاجتماعي، وللتغريدات الحماسية هنا وهناك، أثر كبير على قرارات كهذه، خصوصا أن آراء مذيعي الجزيرة لا تأخذ أبداً بمعزل عن آراء القناة، على الأقل من طرف المتلقي العادي، مما يجعل أثرها يرتدّ، ولو بعد حين، على القناة أيضا.
كما أن مصادر مطلعة أسرّت لموقع "آخر ساعة" أن تجربة "التلفزيون العربي" الذي نقل مقره إلى قطر، وصاحبها ذو التأثير القوي بقطر عزمي بشارة، قد يكون لها أثر بشكل أو بآخر على توقيف البرنامج، مع ترقّب لمصير مشابه للقاسم.
من جهة أخرى، تعرف قناة الجزيرة حركية ملحوظة وسلسلة برامج جديدة مختلفة إلى حد كبير مع رؤيتها السابقة، ما يعني أن التخلص من التركة الإعلامية القديمة سيكون هو التوجه الجديد للقناة بشكل عام.
ورغم توقف البرنامج، فإن فيصل القاسم لا زال يواصل "اتجاهه المعاكس" على مواقع التواصل دون أن يوضح شيئا عن سبب غياب البرنامج.
لقد دأب القاسم على استضافة ضيفين مختلفي الآراء، وكان يلعب دور رجل الإطفاء حينا ومُوقد النار حينا آخر، بين الضيفين، تبعاً لوتيرة الحماسة المتوفرة بالاستديو والتي تبقي البرنامج حيّا.
لكنه الآن، خصوصا على منصة "تويتر"، انتقل إلى أحد المقعدين بجانبه، وأصبح هو ضيفاً على برنامجه، وأحيانا يكون هو من يوقد النقاشات، على غرار ما حدث مؤخرا مع مذيع قناة "بي إن سبوت" الجزائري حفيظ دراجي.
إن موضوع "الحلقة" الآن هو مغادرة فيصل القاسم لقناة الجزيرة، والسؤال الذي يطرح هو: هل يكون مصير دراجي هو نفس مصير القاسم بعد تدوينات وتغريدات مثيرة للجدل؟