من المؤكد أن وصف تجربة المدرب السابق للمنتخب البوسني وحيد خاليلوزيتش بالفاشلة، سيكون ظلما للرجل وللمنتخب ككل.
فلا أحد يستطيع أن ينكر أن مسار خاليلوزيتش كان لا بأس به، بل جيدا، والنتائج كانت في مجملها طيبة، ما عدا الإقصاء من كأس إفريقيا، والذي يبدو أنه اختبار لم ينجح أحد في تجاوزه.
لكن أيضا ما لا يمكن غض الطرف عنه هو أن الأسود كانت تزأر منفردة دون روح جماعية، ودون روح أصلا. فاللعب الجماعي كان شبه منعدم، وعدم الانسجام كان واضحا، وغياب التواصل كان أكثر وضوحا.
ربما ساعد المدرب البوسني وجود لاعبين دوليين، قادرين على صناعة الفرق، كل على حدة، أو لعله الحظ أحيانا، وطبعا بعض المجهود من طرفه.
ومع ذلك، وأيا كان الحال، فإن الفرق بين منتخب وحيد ومنتخب وليد بدا واضحا جدا يوم الجمعة في مباراته ضد الشيلي، والتي كانت الأولى تحت قيادة الركراكي.
بدت الخطوط مترابطة، واللاعبون في أوج حماسهم وانسجامهم، وحتى دكة الاحتياط كان لها دور في تسجيل الهدف الثاني، ما يعني أننا فعلا نقترب من منتخب متكامل... متكامل بالقدر الذي يتمناه الجمهور المغربي، مع إدراك أن هناك عمل كثير ينتظر المجموعة طبعا كما قال المدرب نفسه.
فما الذي فعله الركراكي يا ترى؟
ما فعله وليد هو ما شاهدناه يفعله في الحوارات والندوات الصحافية.. إنه الصدق والإخلاص والعمل الدؤوب وزرع المودة بين اللاعبين بدل البغضاء، والمنافسة المعقولة بدل الصراع.
الركراكي يفهم عقلية اللاعب المغربي، واللاعب المغربي المحترف، لأنه درب هنا ولعب هناك. فهو بالتالي يكاد يكون أكثر المدربين "مثالية" ممن مروا على المنتخب، ربما في تاريخه كله.
الفرق واضح جدا في الروح التي زرعها وليد.. فهل تنتج ثمارا واضحة في كأس العالم؟