بعد مباراة المنتخب المغربي أمام الباراغواي، والعقم الهجومي الواضح الذي أظهرته تشكيلة الأسود، وخصوصا غياب مكمل العمليات ورأس الحربة القادر على صنع الأهداف، اتضح أن الحديث عن عبد الرزاق حمد الله من طرف المتتبعين لم يكن مجرد جدلٍ فارغ.
فرغم الاختراقات التي حدثت على مستوى الجناحين، سواء من طرف حكيم زياش أو سفيان بوفال، إلا أن إتمام العمليات كان دائما يصطدم بالمشكلة الدائمة لدى النخبة الوطنية: رأس الحربة.
رأس الحربة.. المشكلة القديمة الجديدة
إن كان هناك استثناء لمشكلة وجود مكمّل للعمليات، أو رأس حربة، فهو الذي شاهدناه جميعا في كأس العالم من سنة 1998، حين كان لدى المنتخب لاعبان قادران على التسجيل فعلا، وفي أصعب الأوضاع وهما: صلاح الدين بصير، وعبد الجليل هدا (كماتشو).
وحينها، استطاع المنتخب أن يسجل أهدافا كثيرة جدا، وصنع الفارق حتى في طريقة تأهله إلى كأس العالم، بعد أن حسم التأهل حتى قبل انتهاء المباريات الرسمية.
لقد كان الفرق واضحاً جدا، بين منتخبٍ لديه رأس حربة، ومنتخبات عقيمة مرت خلال العقود الأخيرة، لم تستطع تحقيق أي إنجاز، باستثناء سنة 2004 التي كانت أفضل لكن ليس بنفس مستوى أواخر التسعينات.
صحيح أن منتخب "هنري ميشيل" فشل في التأهل للدور الثاني في الكأس التي نظمت في فرنسا حينها، إلا أنه سجل 5 أهداف كاملة (2 ضد النرويج و3 ضد اسكتلندا).
النصيري ولدنا.. وحمد الله؟
ونحن الآن على أبواب كأس العالم، وبعد مباراة الباراغواي خصوصا، اتضح أن المنتخب سيواجه نفس المشكلة، وسيعاني كثيرا إن لم يقم بحسمها بلاعب قادر على صنع الفارق.
صحيح أنه لدينا النصيري، الذي أظهر في كأس العالم بروسيا جرأة كبيرة وشخصية مندفعة قادرة على التسجيل حتى مع أقوى المنتخبات الذي هو إسبانيا.
وواصل النصيري مستواه مع فريقه إشبيلية، لكنه للأسف تراجع جدا مؤخرا، إلى درجة جعلت الفراغ يظهر مجددا وبوضوح في قمّة تشكيلة الركراكي.
وربما هذا هو ما دفع الركراكي إلى استبداله بمايّي في مباراة الباراغواي، بعد مستواه المتوسط أمام الشيلي، لكن مع ذلك دون جدوى دائما.
الركراكي دافع عن النصيري وأكد أنه ضمن التشكيلة التي ستتوجه نحو قطر، وقال بالحرف أن "النصيري ولدنا ويجب أن نقف معه كمغاربة".
النصيري الذي لا يسجل علينا أن ندعمه.. وحمد الله الذي يسجل لا ننادي عليه إلى المنتخب؟
شئنا أم أبينا، فإن الأمر يطرح علامة استفهام كبرى.
حمد الله.. المراس الصعب
يرجح المتتبعون أن سبب عدم المناداة على عبد الرزاق حمد الله هو مزاجه وشخصيته الصعبة، وهذا ليس أمرا خفيا، فالجميع شاهد كيف يتصرف حمد الله حتى داخل الملعب، عندما ينتع الكرة من زملائه مثلا وينبري لضربات الجزاء.
كما أنه قد لا يتردد في مغادرة معسكر المنتخب تماما، إذا بدا له ذلك لسبب أو لآخر.
ومن المؤكد أن أحداثا كهذه تؤثر كثيرة على لُحمة المنتخب، الذي يحتاج بشدة إلى الانسجام والتفاهم الذي شاهدناه في مباراة الشيلي.
لهذا، فإن المناداة على حمد الله، قد تكون ضرورية، لكن لا بد أن تكون مشروطة مبدئيا، وأن يكون الركراكي خصوصا قادرا على التعامل معه وضبطه وإدماجه في المجموعة، من أجل تجاوز مشكل التهديف الذي يبدو أنه أصبح عقدة حقيقية في تاريخنا الكروي.