في مصر، الدولة العربية التي لا يستطيع أحد أن يسحب عنها الريادة في دنيا الفن، عندما تفوه فيها فريق غنائي بعبارة "أشرب خمور وحشيش" في أغنية "بنت الجيران"، انتفضت نقابة الفناني، وعلى رأسها الفنان هاني شاكر، وقامت بإيقاف الفنانين حسن شاكوكش وعمر كمال، إلى درجة اضطرتهم لتغيير الكلمات.
هذا فقط مجرد مثال للاستئناس، وليس مقياسا. لكن أن يتم التشجيع على تعاطي الحشيش في ندوة صحافية، في مهرجان للثقافة الأفريقية، فإن ذلك يضع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، شاءت أم أبت، موضعَ مساءلة.
والحقيقة أن الطامة الكبرى هي أنه عندما وجد الرابور "إل غراندي طوطو"، أو "طوطو" باختصار، تشجيعا ضمنيا، وفوق المنصة "الثقافية" وأمام المائتي ألف الذين تفخر الوزارة بحضورهم، تفوه بكلام نابي وسفيه، دون مراعاة لأي كان، وعلى الملأ.
فهل هذا هو دور الوزارة حقا؟ أن تكون فخورة بتدني الذوق العام إلى هذه الدرجة؟ أن يكون الهدف هو الحضور الجماهيري؟
نحن نعرف أنه يمكنك أن تحضر أضعاف هذا العدد بوضع أي معتوه من معتوهي اليوتوب على المنصة، وإعلان مجانية الحضور، والأمر ليس به علاقة بالجماهيرية أو التأثير.
لكن طوطو، أثناء ذلك، كان يشكر وزارة الثقافة. وما دام يشكر فلا لوم عليه. أما لو انتقد مثلما فعل الكتاب عندما طالبوا بحقوقهم في جائزة المغرب للكتاب، فإن الأمر يستدعي التشهير وسحب الجائزة !
عموما، نحن أمام مهرجان مجاني، ليس لديه هدف واضح سوى الحضور الجماهيري والترويج... لماذا؟
الجواب عند الوزير المهدي بنسعيد الذي يعلم أن الافتخار بالحضور الجماهيري، كما قلنا، يكون عند الجمعيات، وعند الأحزاب في الحملات الانتخابية.
الأولى نعلم يقيناً أنها لا تنطبق على الوزارة. فماذا عن الثانية؟