ما زال عبد الإله بنكيران، الأمين العام للبيجيدي، مصرّا بشكل غريب على الحضور والكلام في ملتقيات حزبه، خصوصا قبل الاستحقاقات الجزئية التي جرت في أكثر من دائرة.
وقد أثبتت النتائج، التي كان آخرها هزيمة حزبه في كل من عين الشق وآسفي وكرسيف والدريوش، أن حضور بنكيران لم يعد يؤثر بشكل كلي، إن لم نقل أنه أصبح يؤثر بشكل سلبي على حظوظ حزب العدالة والتنمية.
وما لم يدركه بنكيران، ولا يبدو أنه سيدركه، أن كل شيء تغير من حوله، بما في ذلك درجة تأثيره في أعضاء حزبه .
أما الشعب فنظرة واحدة على التعليقات في مواقع التواصل تجعل تدرك أن الرجل فقد جلّ، وربما كلّ، شعبيته، ولم يبقَ سوى الكثير من الأدعية بعدم رجوع زمنه.
المشكلة أنه حتى الخطاب نفسه، الذي لا ينكر أحد أنه كان يغيّر الموازين السياسية في كل المدن التي ينزل فيها الرجل، أصبح مبتذلا، وتحول من خطاب سياسي إلى "معاودة ديال الخرايف".
لم يعد بنكيران يقدم جديدا، وأصبح يأتي ويحكي حكايات بائدة يحاول أحيانا أن يمرر من خلالها بعض الرسائل لعلّ وعسى.. لكن حتى تلك لم تعد تؤتي أكلها، لا هنا لدى الشعب... ولا هناك، حيث يريد بنكيران أن تصل.
لقد قال بنكيران في واحد من خطاباته الأخيرة أن الأحزاب السياسية في المغرب، لو تُركت للمصداقية والاقتناع فلن يصوت عليها أحد.
هذه الأحزاب تمكنت من التفوق على حزب بنكيران بعددٍ كبير من الأصوات التي – حتى لو حذفنا منها النصف أحيانا – تبقى أكبر بكثير مما جمعه حزبه.
المصيبة هي أن بنكيران لا يعلم أنه لا يعلم. وهو لا يُري حزبه إلا ما يرى وما يهديهم إلا سبيل الرشاد. لذا، فالرجل يحتاج إلا من يرجّه بقوّة ويوقظه من سباته ويزيح الغشاوة عن عينيه ليدرك الحقيقة المرّة: أنه انتهى فعلاً !