اعتبر الدكتور امحمد جبرون، كاتب وباحث في التاريخ والفكر السياسي الإسلامي، أن برنامج معرض الكتاب بالرباط "يكرس أحكاما مسبقة متداولة حول المعرض والجهة التي تتولى إعداد برنامجه (وزارة الثقافة)، وتخلِّف لدى قطاع عريض من مثقفي هذا البلد، ومنهم كاتب هذه الكلمات إحساسا بالغبن وحسرة، نظرا للتجاهل غير المفهوم".
وخطّ جبرون، في تدوينة له على فيسبوك، مجموعة الملاحظات الأولية آملا أن تصل من يهمهم الأمر، مؤكدا أنه لا يريد منها إحراجهم "بقدر ما نريد حثهم على التغيير، والانفتاح أكثر، وترسيخ مبدأ الإنصاف الثقافي بين مثقفي الوطن وجهاته الكبرى" وفق تعبيره.
واستهل الباحث المغربي ملاحظاته بتكرار الوجوه المشاركة في المعرض (ندواته، التسيير، التقديم..)، "والتي أمست علامة مسجلة بالنسبة للمعرض، فلا يكاد يخلو برنامج من برامج المعرض في السنوات الأخيرة من ذكرها، ولا أريد أن أشير في هذا السياق للأسماء، فهل يقتضي الحضور في المعرض زيارة أعتاب الوزارة، والوقوف أمام مكاتب مسؤوليها، والطلب والإحاح في الطلب حتى يحضر كاتب أو كتاب ما في المعرض".
كما نبه حبرون إلى ضعف حضور دور النشر المغربية في التقديمات الرسمية، وعدم الاهتمام بها "الشيء الذي يكرس هشاشتها أمام الدور المشرقية وخاصة في مجال الكتاب العربي"، مستحضرا ضعف الشفافية وعدم الوضوح في اختيار الأسماء المشاركة في المعرض وتأطير فعالياته، "فلا نعلم على وجه التحديد والدقة المعايير المعتمدة في الاختيار" يورد الدكتور محمد جبرون.
كما اعتبر أن موضوعات المعرض والكثير من فعالياته تعكس حالة شرود ثقافي كبير، وابتعادا -مقصودا أو غير مقصود- عن أسئلة الثقافة المغربية الحارقة اليوم.
وختم جبرون تدوينته بالقول "عموما، هذه بعض الملاحظات التي كتبناها على عجل انفعالا وتفاعلا مع برنامج المعرض الذي يفترض أن يكون قاطرة تجر الثقافة المغربية إلى الأمام، وتدعم صناعة النشر والكتاب بالمغرب، وتدعم حرفة التأليف. ونجد من الضرورة التنبيه إليها في هذه المناسبة بعدما أحجمنا على ذلك في المرات السابقة، ونتمنى أن يكون هذا التنبيه كافيا لإثارة رأي المسؤولين عن المعرض وفي مقدمتهم وزارة الثقافة، وأن لا يفهم على غير وجهه الحسن".