تتميز أفعى الأناكوندا بكونها لا تلتهم فريستها من الضربة الأولى أو تسمّمها، بل إنها تلتف حول جسد الفريسة وتعتصرها حتى تختنق تماما، ثم تبدأ في التهامها.
في جميع المباريات التي أجراها المنتخب الوطني، بدا أن وليد الركراكي يعتمد التقنية بشكل ناجح جدا، (خصوصا أمام كرواتيا، بلجيكا وإسبانيا).
فمجال التنفس أو الاختراق مغلق تماما أمام الفريق الخصم. يتحرك "البلوك" مع حامل الكرة يميناً ويساراً (تقنية السويكلاس)، بحيث يصعب جدا تمرير الكرة، وبالتالي يضطر الخصم للاكتفاء بالاحتكار والتمرير عرضيا في انتظار الفرصة الملائمة للانقضاض.
في هذه الأثناء، يكون المنتخب مستعدا لاقتناص أي فرصة، أو نصف فرصة، لتنفيذ هجمة مضادة غادرة، والقضاء على الخصم.
وللأسف، فإن غياب مكمل عمليات صريح وقادر على تسجيل أنصاف الفرص، يبقى غائبا في المنتخب الوطني، فكلنا شاهدنا كيف أضاع حمد الله، ثم وليد اشديرة، فرصاً واضحة جدا، كان المفترض أن تكون أهدافاً تنهي المعاناة والتعب.
بالنسبة ليوسف النصيري، فهو مبدئيا يقوم بدوره، ومستواه يتطور تدريجيا مع كل مباراة، ومن الأفضل ألا يتم تغييره حتى لو شعر ببعض التعب، لأن إمكانية ضربات الزوايا أو الضربات الحرة تبقى قائمة، وبالتالي فإن رأسية النصيري قد تكون هي المنقذ.
تكون تقنية "الأناكوندا" ناجحة أيضا عندما ينجح الفريق في استغلال الضربات الحرة (مثال: مباراة بلجيكا)، وبالتالي يشعر الخصم بضياع كل المجهود الذي بذله في الاحتكار.
السؤال الأهم الآن يبقى هو: هل يعتمد وليد الركراكي على نفس التقنية أمام البرتغال؟ هل تنجح التقنية في ظل تصريح مدرب البرتغال أنه قد لاحظ نقاط ضعف لدى المنتخب الوطني (غالبا يقصد الكرات الساقطة في ظهر المدافعين باستغلال بطء سفيان أمرابط)؟
الجواب في أرضية ملعب الثمامة.