يعبر مصطلح "ركْن ِالحافلة" عن الخطة التي يتم من خلالها التموقع بشكل شبه كامل في الدفاع طيلة أطوار مباراة كرة القدم، وهي نتاج المدرسة الإيطالية التي انتقدها الكثيرون بسبب غياب الفرجة فيها.
الناخب الوطني وليد الركراكي هو ابن هذه المدرسة بكل وضوح، وهو يعتمد على مبدأ "الأهم ألا أتلقى هدفا.. ثم أحاول بعدها تسجيل هدف.. هدف واحد كافٍ جدا".
وقد اتضج بجلاء أنها خطة ناجحة جدا لحد الآن، على الأقل في كأس العالم، حيث لا يتذكر الناس لا الأداء ولا اللعب الجميل، بل يحفظ التاريخ الألقاب لمن فاز بها فقط.
ربما يمكن توفير الفرجة في البطولات التي تستمر عاما كاملا، حيث تخسر مرة وتفوز عشرات المرات، لكن كأس العالم لا يرحم.. هي 7 مباريات فقط، والأهم فيها كلها النصر.. النصر فقط.
لقد وجد الركراكي خلطته السرية ويستحيل أن يتخلى عنها من أجل الفرجة، أو من أجل مفاجأة الفريق الخصم.
لكن، مثل كل الخطط المحكمة، هناك دائما ثغرة يمكن استغلالها، ولو حدث هذا أمام المنتخب الفرنسي سترتبك كل الحسابات.
لحد اللحظة، ومنذ وصول الركراكي لم يتلقّ المنتخب سوى هدف واحد وكان ضد المرمى، وكنا منتصرين بل ومتأهلين.
لكننا لم نجرب تلقي هدف أولا، ثم نبدأ القتال من أجل التعادل.
وقد اعترف وليد الركراكي بعد مباراة كندا أن الفريق ارتبك بعد أن تم تسجيل هدف علينا ضد مرمانا، وهذه خصوصية يتميز بها المنتخب، وقد تكون هي نقطة ضعفنا.
لقد تعودنا على خنق الخصم والاستمتاع بعدم قدرته على اختراق دفاعاتنا، ثم غدره بهدف أو اثنين.
لكن في حالة تسجيل هدف علينا سنكون في موقف ضعف، وهو ما لم يحدث سابقا، وبالتأكيد سيؤثر على نفسية اللاعبين.
كيف نتجاوز هذه الثغرة إذن؟
لنلاحظ أولا أننا لا زلنا لم نستثمر سوى 30 أو 40 في المائة من قدراتنا الهجومية، وقد جاء الوقت لزيادة هذه النسبة بالكرات الساقطة نحو النصيري، وبتصيد الضربات الثابتة التي تشكل قوتنا الضاربة، ومحاولة الحصول على أكبر عدد من الزوايا لإرسالها نحو رأس النصيري.
لو كنا سباقين بالتسجيل أمام فرنسا، كما فعلنا مع البرتغال، فستسير المباراة بشكل عام في صالحنا.. وهو ما نأمله.