مباشرة بعد انتهاء المونديال، وبعد المستوى المتميز جدا الذي ظهر به أغلب لاعبي المنتخب الوطني، توقع الكثير من المحللين والمتابعين أن تكون هناك حمّى انتقالات وصفقات تحمل هؤلاء اللاعبين إلى فرق كبرى.
وتداولت وسائل الإعلام حينها مجموعة من الأنباء التي تفيد باهتمام هذا النادي أو ذاك بأحد اللاعبين، وبأنه ضمن مخططات صفقاتهم للميركاتو الشتوي.
لكن الأخبار لم تتحول إلى مبادرات حقيقية، ولم تحدث أية انتقالات في صفوف اللاعبين، خصوصا الذين خطفوا الأنظار على غرار عز الدين أوناحي وسفيان أمرابط وياسين بونو ويوسف النصيري.
وتختلف أسباب هذا الغياب من لاعب إلى آخر، ولكنها بشكل عام تتفق على أن أغلب الفرق قامت فقط "برصد" هؤلاء اللاعبين ووضعهم تحت رادار المراقبة، لكن دون نية فعلية للشراء، في انتظار التعرف أكثر على مستواهم مع فرقهم.
ويرى محللون أن ارتفاع القيمة المالية لهؤلاء اللاعبين، من طرف أنديتهم خصوصاً، جعل مجموعة من الأندية تتراجع عن عروضها المبدئية وتفكر في بدائل أخرى.
وعلى المستوى الفردي، وبالنسبة ليوسف النصيري مثلا، فقد صرح مؤخرا أنه لايفكر في الرحيل عن النادي الأندلسي وأنه ينوي الاستمرار معه، قائلا "أفكر فقط في إشبيلية ، وأريد الاستمرار في مساعدة الفريق، وقد أتيحت لي الفرصة للخروج في مناسبات أخرى، ولكنني رفضت".
وبالنسبة لعز الدين أوناحي، الذي تم "بيعه" عشرات المرات فقط عبر الأخبار المتداولة والتوقعات، فقد كان آخر خبر موثوق يتعلق بانتقاله هو عدم انتقاله إلى باريس سان جيرمان، حيث قال الصحفي الإيطالي فابريزيو رومانو، خبير سوق الانتقالات في أوروبا، عبر حسابه في منصة تويتر "باريس سان جيرمان لن يضم عز الدين أوناحي، إنه ليس جزءا من خطط النادي، حيث يتبع باريس سان جيرمان نوعا مختلفا من الاستراتيجية تحت قيادة (مديره الرياضي) لويس كامبوس، ويثق في مواهبه".
بالنسبة لياسين بونو، حارس الأسود، فقد صرح مدرب فريق إشبيلية أن الحديث المتكرر عن رحيله "مزعج بعض الشيء"، لكنه مع ذلك لا يؤثر على لحمة الفريق. وهو ما يعني أن كثرة الأخبار حول الانتقالات قد تؤثر سلبا على الكثير من اللاعبين، ويبدو أن بونو من بينهم.
بالنسبة للاعب خط الوسط سفيان أمرابط، فقد تعرض أيضا لـ"حملة" أخبار تفيد رغبة أندية كبرى في جلبه، لكن دون أي تفعيل.
وقد صرح مدرب فريق فيورنتينا الإيطالي، الذي يلعب له سفيان، قائلا "أمرابط وصل من كأس العالم محطما تماما، ويحتاج إلى بعض الراحة. لقد أنهى البطولة بحقن مسكنة للآلام تسمح له باللعب".
أخيرا، بقدر ما خدم تألق المنتخب لاعبيه، إلا أن بعض المبالغات، وكثرة الأخبار والإشاعات، قد تكون وَبالاً على بعض منهم، في انتظار ما قد يسفر عنه الميركاتو الصيفي.