لن يمنعك أحد من أن تستثمر رصيد جدك السياسي من أجل كسب بضعة دراهم. لكن من الأفضل ألا يكون ذلك على حساب مملكة كبيرة عمرها قرون كالمغرب.
ومن المؤكد أن "مانديلا الصغير" سيراجع نفسه مرات ومرات، بعد أن أوقعه نفسه في شر أعماله، وبدل أن ينظر خلفه ويرى ما يجري في بلده، قرر الاستجابة لما أمليَ عليه مدّعيا النضال هو أيضا.
خطاب الحفيد الذي استظهره بشكل جيد في افتتاح الشان بالجزائر كان من ملعب كرة قدم. ومن ملعب آخر جاءه الرد:
"مانديلا الصغير.. المستعمرة الوحيدة المتبقية في أفريقيا هي أورانيا".
نعم يا حفيد المناضل. نسيت أن بيتك من زجاج وقمت برمي الآخرين بحجارة.. ويا ليتها كانت حجارتك !
جاءك الرد من جمهور الرجاء الرياضي الذي رفع في وجهك لافتة قد تذكرك بشيء ما.
نسي مانديلا الصغير مستعمرة أورانيا في بلده وأبرز عروق عنقه في الجزائر وهو يصرخ من أجل "الصحراء".
مشهد بئيس مضحك مخزي ومثير للشفقة !
لا أحد سيطلب من هذا "المانديلا" الاعتذار لأنه لا أحد التفت أصلا إلى ما قاله، وكل ما قام به هو أنه ورط نفسه والبلد الذي وظفه "فري لانس" للحظات قليلة، ويبقى للاتحاد الإفريقي واسع النظر.
الجميع يتقن لعبة الرسائل السياسية في الملاعب، ومن طرق باب الجمهور المغربي سيأتيه الجواب: من البيضاء، من الرباط، من العيون، ومن طنجة... ومن كل مكان.
وإن كان الحديث هذه المرة عن أورانيا فقط، فهناك الكثير من الأسرار المظلمة التي يمكن إبرازها في أية لحظة.
من المؤكد أن الحفيد لا يشبه الجد. ويكفي أن يتعلم مانديلا الصغير هذا المقطع الشعري قبل أن يتحدث في المرة المقبلة: ليس الفتى من يقول كان جدي، ولكن الفتى من يقول ها أنذا.
وهو ليس لديه ما يقوله أو يقدمه للعالم للأسف !