يتمنى المغاربة أن يلقي المسؤولون كل كلماتهم، أينما تواجدوا، باللغة العربية أو الأمازيغية، باعتبارهما اللغتان الرسميتان للبلاد.
ومثلما يفعل مسؤولو باقي الدول عندما يتحدثون لغتهم، فإن المواطن المتابع لا يفهم لماذا نتنازل نحن بالضرورة ونتحدث بلغة غير لغتنا.
لكن، بالمقابل، فإن الانتقاد الأكبر يكون دائما عندما يتم الحديث بالفرنسية خصوصا، في المغرب أو في محافل دولية، حيث يبقى الحديث بالإنجليزية، باعتبارها الأكثر انتشارا والأكثر فمها، مقبولاً في الحد الأدنى.
ناهيك عن أن لغة الاستعمار كانت ولا تزال، عبر التاريخ، لغة مكروهة لدى الشعوب التي نالت نصيبها من جور المستعمرين.
ويبدو أن الهوة بين المغرب وفرنسا تواصل التوسّع أكثر وأكثر، على أكثر من صعيد.
ومناسبة هذا الحديث، هو أن محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، ألقى كلمة له، يوم الثلاثاء 14 فبراير، بالإنجليزية، خلال اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بفرنسا.
ولم يكن الجديد هو فقط استعمال الإنجليزية، بل الحديث بها في قلب باريس، في اجتماع وزاري برئاسة مشتركة بين الولايات المتحدة وفرنسا !
فما اعتاده المغاربة هو أن اللغة الفرنسية في محافل كهذه، تكون هي السّابقة إلى شفاه المسؤولين، لكن المعادلة على ما يبدو توشك أن تتغير.
من الواضح أن الأزمة السياسية بين البلدين كانت فرصة للمغرب للتخلص من عبء سنين من لغةٍ لا يكاد يستخدمها سوى الفرنسيون وبضع مناطق متفرقة في أوروبا وإفريقيا، وأن الأوان قد جاء لاستعمال لغات أخرى واعتمادها حتى في المناهج التعليمية، وعلى رأسها الإنجليزية ولا شك.
وما هذه الإشارات المتتالية إلا دليل على أن الأزمة لو طالت، فسنقول وداعاً للفرنسية كلغة ثانية.. أو على الأقل هذا ما يبدو ظاهريا.
ولو حذا باقي المسؤولين حذوَ الوزير الجزولي، في مختلف المحافل المستقبلية، فسنكون حقّاً أمام وضع لغوي جديد تماماً.