يكتسب مضيق جبل طارق أهمية استراتيجية ليس فقط لأنه يمثل الحدود الطبيعية بين إفريقيا وأوروبا، ولكن أيضًا لأنه المدخل الرئيسي إلى البحر الأبيض المتوسط، مع حركة بحرية كثيفة جدا.
وفي هذا الصدد، كشفت جريدة "صوت الشعب" الإسبانية أن الجيش الإسباني قام، أمام السواحل المغربية، بتدريبات للدفاع عن الساحل بوحدة مدفعية.
واستعرض فوج المدفعية الإسبانية الرابع قدراته في المضيق، لاختبار قدراته وتعزيز إمكانياته البحرية خصوصا.
وأضافت الجريدة أن المياه التي تفصل إسبانيا عن المغرب "تعتبر من المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى للقوات المسلحة، خصوصا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، حيث يعتبر المضيق نقطة رئيسية للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط".
وشارك في هذا التدريب، الذي خصص لتجربة الدفاع، 200 جندي إسباني مرفوقا بآليات مدفعية وعناصر لوجيستية أخرى.
تم تنفيذ التمرين من قبل فوج مدفعية الساحل الرابع، التابع لقيادة المدفعية الميدانية (MACA) بالجيش الإسباني، تحت السيطرة العملياتية لقيادة العمليات (MOPS) .
كما جرى تنفيذ العمليات التدريبية بين 6 و 12 فبراير في نقاط استراتيجية مختلفة في المضيق، مع التحكم في حركة المرور بالمنطقة.
وبحسب المعلومات التي قدمتها هيئة الأركان العامة للدفاع الإسباني (EMAD) ، فقد تم تركيب "مجسّات وقطع مدفعية وعناصر إرسال"، وشارك في المناورات "أكثر من 200 جندي"، إضافة إلى سرية "رينا"، وفوج المشاة رقم 2 ، ومقره قرطبة، لضمان الحماية الذاتية للقوى المنتشرة بمياه المتوسط.
هذه التدريبات، وفق ذات المصدر دائما، كان الهدف منها "التحقق من أن إسبانيا لديها الأداة المثلى لمراقبة المناطق الساحلية ذات الأهمية".
ويشرح الجيش الإسباني أهمية هذه التدريبات بالقول "تم تدريب فوج مدفعية الساحل الرابع، التابع لقيادة المدفعية الميدانية ، لتعزيز القدرة على الدفاع والسيطرة على السواحل في أي نقطة في الجغرافيا الإسبانية، أو في أي مكان آخر تتطلبه الالتزامات الدولية".
يذكر أن الحركة البحرية بالمضيق اكتسبت في الآونة الأخيرة أهمية خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، فوفقًا للمعلومات التي نشرتها مؤخرًا جريدة "إلباييس"، فإن بوتين سيتجنب الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي عن طريق نقل النفط الخام بالقرب من سبتة، في ناقلات نفط ترسو في جبل طارق.
لكن حكومة الصخرة البريطانية، بالمقابل، أكدت أن عقوباتها على السفن الروسية "أشد صرامة من عقوبات الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة، وأن ميناءها لا يسمح بالوصول إلى أي سفينة لها علاقة بروسيا".
كل هذه الأسباب، تجعل من المضيق منطقة استراتيجية للأمن القومي لكل الدول المطلة على الساحل، بما فيها المغرب.