أعاد مقطع فيديو قصير انتشر مؤخرا إلى الأذهان ما حدث قبل سنوات، عندما انتشرت ظاهرة النقل العشوائي للمهاجرين على متن قوارب "الفانتوم" من السواحل الشمالية نحو إسبانيا.
ويظهر مقطع فيديو أحد هذه القوارب السريعة "Narcolanchas"، المعروفة باسم "الفانتوم"، وهو يقترب من شاطئ بليونش ثم يقوم بحمل عدد من الشباب بشكل عشوائي ودون سابق إنذار، نحو "الفردوس الأوروبي".
ولقيَ مقطع الفيديو تعليقات مختلفة، منها من يشجع على المغامرة والهجرة بهذا الشكل الخطير، ومنها من يحذر من كون الأمر لا يستحق المغامرة بالحياة من أجل حياة لا أحد يضمن كيف ستكون في أوروبا، في حالة الوصول طبعا.
ويعزو متابعون مطلعون سبب إقدام هذه القوارب على هذه الحركة، إلى كونها تحتاج إلى حمولة زائدة كي لا يتعرض القارب، الذي يكون محملا بالمخدرات، إلى الانقلاب في عرض البحر.
وفي سنتي 2018 و2019، كانت قد انتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير جدا، حين تم تداول تدوينات تدعو الشباب إلى التوجه نحو الشواطئ الشمال ابتداءً من شهر أبريل، حيث يصبح الطقس أكثر تحسنا.
ظاهرة لقيت حينها صرامة في التصدي من طرف المصالح الأمنية المغربية، بتعاون مع نظيرتها الإسبانية، إلى درجة إطلاق النار على بعضها، حيث اضطرت البحرية المغربية، سنة 2018، إلى إطلاق النار على أحد هذه الزوارق الذي كان يقوده إسباني "رفض الامتثال"، وهو ما أسفر عن مقتل امرأة مغربية وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين.
من جهته، كان مجلس الوزراء الإسباني قد صادق على مرسوم ملكي يهدف إلى حظر القوارب المطاطية شبه صلبة العالية السرعة "الفانتوم" ، بعد استخدامها في "الاتجار بالبشر".
ورغم أن هذا القرار كان مشروع قانون ينتظر أن يصادق عليه البرلمان، إلا إن ارتفاع موجهة الهجرة السرية حينها، والمشاكل التي تسببت فيها هذه القوارب، دفع الحكومة الاسبانية إلى الإسراع في تبني قرار حظرها.
وحسب الحكومة الاسبانية فان القوارب الهوائية الخفيفة والسريعة "أصبحت تستعمل بكثرة من طرف مافيات المخدرات والاتجار بالبشر".
وشجع الطقس الجيد والحرارة المفاجئة التي عرفها شهر ماي، خصوصا، هذه السنة، عددا من الأشخاص على بدء موسم الاصطياف باكرا، وهو ما تزامن مع ظهورالقارب، وسهل عملية ركوب بعضهم في مقطع الفيديو، الذي يبقى الوحيد لحد الآن.