يشكل ما رافق مرض الإيدز منذ اكتشافه قبل 40 عاما من معلومات خاطئة وأدوية مزيفة وسوى ذلك مثالا نموذجيا على التضليل العلمي والإعلامي المطبوع بنظريات المؤامرة التي غذتها جائحة كوفيد.
وتؤكد فلورنس ثون مديرة "سيداكسيون"، في حديث إلى "الفرنسية"، أن ما ينشر هو عبارة عن نظريات تحريفية شهدت "طفرة منذ جائحة كوفيد - 19"، مع أن الشكوك المحيطة بوجود فيروس نقص المناعة البشرية حاضرة منذ اكتشافه قبل 40 عاما، ويعاد التداول بها عبر الشبكات الاجتماعية ومن خلال التحدث عن الجائحة.
وتبدي جمعية "سيدا إنفو سيرفيس" الملاحظة نفسها. وتقول الدكتورة راضية جبار المنسقة الطبية فيها "نتلقى اتصالات من أشخاص يتساءلون عن أصل الفيروس وآخرون يعتقدون أن العلاجات ترمي فقط إلى تحقيق أرباح إضافية للمختبرات".
ويقول البروفيسور سيث كاليشمان المتخصص في علم النفس الاجتماعي في جامعة كونيتيكت "إن الغريب في نظريات المؤامرة هو أنها لا تشهد تطورا، بل تنتشر فقط"، مضيفا أن "المعلومات المضللة لا تتكيف مع التقدم العلمي".
وتعود المعلومات المضللة عن الإيدز إلى مرحلة اكتشافه، ففي 1983 حين كانت الحرب الباردة في أوجها روجت الاستخبارات السوفياتية (كاي جي بي) لحملة تضليل بعنوان "إنفيكشن" ترمي إلى جعل الناس يعتقدون أن الإيدز ابتكر في مختبر سري في الولايات المتحدة، ثم انتشرت هذه الشائعة لنحو عشرة أعوام في مختلف أنحاء العالم.
ويشير أرنو ميرسييه عالم الاجتماع إلى أن "الإنفلونزا الإسبانية أو وباء إتش 1 إن 1 حظيا بنصيبهما من المعلومات المضللة"، مشيرا إلى أن ما يشاع ينطلق من الأساس نفسه وهو الحاجة إلى إيجاد ما هو مؤكد في ظل المجهول الذي نواجهه، من دون انتظار الأوساط العلمية.
وهو ما يفسر سبب تشابه هذه النظريات مع تلك التي تم التداول بها خلال فترة كوفيد - 19.