اقتناء الأضحية.. عادة في المغرب أم عبادة؟

 اقتناء الأضحية.. عادة في المغرب أم عبادة؟
آخر ساعة
الثلاثاء 27 يونيو 2023 - 15:23

من المؤكد أن شعيرة الأضحية لم يعد لها علاقة بالدين إطلاقا في المجتمع المغربي. أصبح الأمر الآن عادة مجتمعية أكثر فأكثر.

ما كان سنة مؤكدة، يمكن للمرء أن يقوم بها ويمكن أن يتركها دون حرج أو إثم، صارَ فريضة مجتمعية واجبة، لا مناص منها، وكابوساً وهاجسا يثقل كاهل الأسر المغربية.

هكذا ألزم المغاربة، خصوصا منهم الأسر الفقيرة، أنفسهم بعبء ثقيل ما يكادون ينتهون منه حتى يجدون أنفسهم وجها لوجه أمامه من جديد، فالعام أصبح شهرا، والشهر أصبح يوما، والأيام تتسارع.

يحاول البعض أن يذكر نفسه والآخرين أن الأضحية ليست إلزامية، لكن، سرعان ما تجده هو نفسه يسارع إلى السوق لأخذ نصيبه بعد أن يتضح أن تيار العادة جارف، ويستحيل أن يقف أمامه أحد.

كما أنه أصبح من الصعب فعلاً إقناع الأطفال بهذا الأمر، فالكل يشتري، ولا يمكن لرب الأسرة أن يتحمل نظرات أطفاله الذين حرموا من متعة "الحولي". فبالنسبة لهم يتعلق الأمر بحيوان أليف ومسلّي يمتلكه الجميع إلاّ هم.

والحقيقة أن هذا الأمر قد يترك فعلاً في نفوسهم أثراً قاسيا لا بأس به...

ولنفترض أن الأمر يتعلق برب أسرة بدون أطفال، فلن يسمح لك أحد بأن تخوض التجربة أصلا، فهناك العائلة والجيران، ونظراتهم المشفقة التي ستلاحقك باعتبارك "المسكين الذي لم يضحّي".

لأن الأضحية أصبحت أيضا علامة على الوجاهة والقدرة المادية التي تتنافس بها الأسر المغربية، فعلى قدر ضخامة وسعر الأضحية يثبت الفرد للآخرين أنه مقتدر ماديا، حتى لو كان ينقصه من الضروريات الكثير.

أما عدم اقتنائها، كما ذكرنا، فهو وصمة عار لا يدرك المرء إلى أي مدى يمكن أن تلاحقه.

ورطة حقيقية أدخل فيها المجتمع المغربي أفراده، وتحولت الأيام والمناسبات إلى كوابيس حقيقة، بين رمضان وعيدِ فطر وعيد أضحى ودخول مدرسي. وما ظلمهم أحد، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.