على عكس ما يتصور البعض، فإن الإقبال على موقع التواصل هذا أو ذاك يختلف من بلد إلى بلد، بل إن محرك البحث الأول في الصين، مثلا، ليس هو غوغل، بل محرك محلي صيني.
وبالتالي، فرغم "عولمة" الإنترنت إلى أن الخصوصية المحلية قد تطغى أحيانا وتجعل المجتمعات تتوجه نحو منصات بعينها، بأسباب واضحة أحيانا، وبأسباب غامضة وغير معلومة أحيانا أخرى.
وفي المغرب، ومنذ ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، ارتاح المغاربة لموقع فيسبوك وشكل بالنسبة لهم المنصة الأفضل للتدوين وعرض الآراء والنقاشات.
في المقابل، ظلت هناك علاقة نفور بينهم وبين "تويتر" لأسباب يصعب تحديدها.. ربما بسبب عدد الكلمات القليلة التي يسمح بها، ربما بسبب تصميمه.. ولأسباب أخرى قد يحتاج الأمر إلى دراسة حقيقية لمعرفتها.
لكن مؤخرا لوحظ توجه عدد من المغاربة لهذه المنصة.. مغاربة بخصوصيات واضحة ودائما بدون وجود تفسير مؤكد واضح: الوطنيون والمدافعون عن المغرب ضد خصومه.
نعم، فأغلب بروفايلات المغاربة الذين لديهم حسابات على تويتر هي حسابات وطنية قحّة، ويتجلى ذلك واضحا إما في صور البروفايل (صور الملك، أو العلم الوطني أو خريطة المغرب الكاملة)، أما شعارات هذه الحسابات فهي أيضا تصبّ في نفس المنحى.
ولو تتبعت منشوراتهم وتعليقاتهم فستجد أنهم يتصدون لكل ما يمس المغرب من منشورات تحاول أن تبخسه حقه، أو تستهدفه بإشاعة أو غيرها.
المهم أنهم يؤدون دور حارس الأمن الخاص للمغرب على تويتر، وذلك بكل عفوية ودون حاجة لتأسيس مجموعات أو غيرها. نتحدث هنا عن مغاربة متفرقين منفردين، لكنهم اجتمعوا في الدفاع على المغرب دون شعور.
قد يكون السبب الهجمات التي تستهدف المغرب والتي تكون أحيانا من حسابات على تويتر لشخصيات عامة، فيضطر هؤلاء إلى إنشاء حسابات للدفاع عن وطنهم على هذه المنصة، وقد يكون ذلك لأن الطبيعة لا تقبل الفراغ فيختار هؤلاء أن ينشئوا حسابات مختلفة عن حسابات فيسبوك التي تكثر من النقد في المجمل.
قد يكون وقد يكون..
وعموما، أيّا كان السبب، فمن المؤكد أن هناك حرّاسا إلكترونيين لسمعة الوطن يقفون على ثغور "تويتر" ويمنعون كل من تسوّل له نفسه أن يمسه بتغريدة!