هل نحن مقبلون على سنة بيضاء؟
سؤال بدأ يطرح نفسه بقوة لدى الأسر المغربية بعد الإضرابات المتتالية التي خاضها رجال التعليم منذ انطلاق السنة الدراسية، رفضاً للنظام الأساسي.
إضرابات يرى رجال التعليم أنها الحل الوحيد في أيديهم للضغط على الوزارة من أجل إسقاط ما عرف بالنظام الأساسي والذي يرون أنه مجحف في حق أسرة التعليم.
بالمقابل، يرى أولياء أمور التلاميذ أن الضحية الوحيد في هذا الصراع هو التلميذ، رغم أن أغلب الجمعيات أو التنسيقيات تحرص على إظهار تعاطفهما مع الأساتذة وتلقي اللوم على الوزارة، داعية إياها إلى حوار عاجل ينهي الخلاف ويعيد التلاميذ إلى مقاعد الدراسة.
وقفات رجال التعليم تتوالى، ووقفات أسرهم أيضا، بينما لا تبدي الوزارة المعنية تجاوبا واضحا وصريحا، وسط تشاؤم يبدو أكثر سيطرةً على الجو العام.
وضع دفع الرابطة الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب إلى التحذير من خطورة ما يحصل بالساحة التربوية بسبب الإضرابات المتتالية، حيث ترفض الرابطة المقاربة التي تنهجها الوزارة "والتي تتميز بالإقصاء والارتجال والانفراد بالقرارات التي أدت وستؤدي إلى النفق المسدود وتنبئ بسنة بيضاء لا قدر الله".
كما دعت الرابطة الحكومة إلى التدخل السريع لنزع مسببات الاحتجاجات التي قد تضر بسمعة التعليم بالمغرب، مؤكدة وقوفها المطلق مع المدرسة العمومية وكل مكوناتها.
وطالبت الرابطة من وزارة التربية الوطنية، توضيح طرق تدبير المرحلة وكيفية تعويض الزمن المدرسي المهدور، خاصة وأن تصعيد نساء ورجال التعليم لا زال يلوح في الأفق.
تصعيد متواصل إذن، أمام وزارة لا يبدو أنها تنوي الخضوع لمطالب الأساتذة كما هيَ، ينضاف إلى ذلك زمن مهدور فعلاً، جعلَ المخاوف من سنة بيضاء تتزايد.
ولم يعش قطاع التعليم أي سنة بيضاء في العقود الأخيرة، رغم الإرهاصات التي كانت تنذر بها أحيانا، على غرار ما حدث في أزمة كورونا حيث تعالت الأصوات بالدعوة إلى سنة بيضاء تجنب لانتشار الفيروس، إلى درجة انتشار بلاغ مفبرك بذلك، لكن وزارة التربية الوطنية نفت ذلك حينها مؤكدة أن الأمر يتعلق بـ"خبر زائف" وأن الدراسة ستتواصل عن بعد.