إذا كانت تجربة الخضوع لعلاج نفسي في حد ذاتها لا زالت مستهجنة في المغرب، فإن الخضوع لعلاج نفسي لدى طبيب كان رئيس حكومة في السابق، هو عين الاستهجان وروح الاستغراب.
وفي إطار دورنا الفضولي في كشف أسرار تجربة كهذه، قام موقعنا بالتربص بعيادة هذا الأخير، لنرصد أخيرا أحد المواطنين وهو يغادر العيادة.
وبعد محاولات عديدة فاشلة استطعنا أخيرا إقناع المواطن بالكشف عما دار بالعيادة، حيث أكدنا له أن الطبيب هو الذي أقسم ألا يكشف أسرار المرضى وليس العكس.
وهذا نص الحوار الذي دار بين المريض ود. العثماني في الجلسة العلاجية:
- مم تشتكي بالضبط؟
- لا أدري يا دكتور بالضبط.. لكنني أقوم بشيء ثم بعكسه.
- كيف ذلك؟
- مثلا، قمت مؤخرا بتوقيع اتفاقية لصالح شركتي..
- هذا جيد، لا مشكلة في ذلك..
- بل هناك مشكلة.. لقد قمت بعدها بالخروج في وقفة احتجاجية مع زملائي ضد هذه الاتفاقية !!
- أعتقد أنك تعاني من السكيزوفرينيا؟
- وماهي هذه السكيزو....
- إنه مرض نفسي يجعلك تمتلك شخصيتين متعارضتين..
- سبحان الله !
- يييه أ الشريف
- والعلاج دكتور؟
- ساهل.. توقف عن استعمال فيسبوك لمدة سنة ولا تنشر أي شيء عن تضامنك مع زملائك.. الصمت أفضل من التناقض.
- صبيعاتي تا ياكلوني يا دكتور..
- يمكن استثمار ذلك بشكل إيجابي من خلال كتابة طلب منحة تقاعد من شركتك بدل كتابة التدوينات التضامنية.. وبالتالي تكون ربحت على جميع المستويات: وقعت الاتفاقية، وتضامنت سابقا مع زملائك.. وفزت بتقاعد مريح..
- تبارك الله عليك يا دكتور
- شحال مبلغ الفيزيطا؟
- 7 مليون سنتيم
- مستحيل يا دكتور.. هذا هو مبلغ التقاعد الذي كنت سأطلبه من الشركة
- إذن جابك الله !
حاولنا أن نحصل على المزيد من المواطن لكنه اعتذر لنا متحججا بكونه سيذهب للمشاركة في وقفة تضامنية مع فلسطين.
*ساعة ساخرة، فقرة ساخرة يقدمها موقع آخر ساعة بهدف نقد عدد من الظواهر الاجتماعية والسياسية بالمغرب